اهتمام الإعلام بالمناسبات الاجتماعية للمشاهير ظاهرة غريبة على موريتانيا (الأسباب)
يعتبر المجتمع الموريتاني من أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة، وعادة ما تكون المناسبات الاجتماعية موغلة في الخصوصية، وشأنا عائليا بحتا، لكن مع الانفتاح الإعلامي، وتأثير ثقافة الغرب، وعاداته، أصبحنا نشهد في موريتانيا اهتماما متزايدا بالمناسبات الاجتماعية، خاصة للمشاهير، وقادة السياسة، والثقافة، بل باتت أخباز زواج ابن رئيس الجمهورية ولد عبد العزيز، أو بنت الرئيس الأسبق ولد محمد فال، وزواج رئيس الحزب الحاكم من مديرة التلفزيون الرسمي ... تتصدر عناوين الصحافة، وتتوسع المواقع، والصحف في تتبع تفاصيل الحفل، طبيعة الحضور، وعددهم، وما الذي جرى، في حين كانت هذه المواضيع في الماضي تقتصر مناقشتها على الصالونات، قبل أن تجد طريقها للصحافة، على غرار ما نشهده في الغرب، من الاهتمام بزواج، وطلاق النجوم، والمشاهير.
وتثير هذه الظاهرة جدلا اجتماعيا، وثقافيا في موريتانيا، بين من يدعو للمحافظة على طقوس الأعراس، والطلاق كما كانت، وتركها شأنا اجتماعيا، يخص أسرتي الزوج، والزوجه، وعدم نشر تفاصيلها في الإعلام، ومن يرى أن مناسبة الزواج، والطلاق إذا تعلقت بشخصية مشهورة، لها تأثيرها في المجتمع، تكون "حدثا" في حد ذاتها، تستحق النشر، ومهما يكن فإن هذه الظاهرة تبدو في تصاعد، فلم تعد الحياة الشخصية ملكا لأصحابها في زمن الإنترنت، وفيسبوك، وجنون التوثيق لكل شيء.