المطار الجديد.. المولود الذي يختلف الجميع على تسميته (تقرير)
على مدى أكثر من نصف قرن انتظر الموريتانيون طويلا وجود مطار دولي، يعكس الوجه الحضاري للبلد، ويكون بوابته الرئيسة على العالم الخارجي، بعد أن سئموا من السفر عبر المطار القديم، الذي لا يصلح ليكون محطة للحافلات في حي شعبي في إحدى الدول المجاورة، تعاقبت الأنظمة، ومرت السنين دون أن يفكر رئيس، أو وزير في تشييد مطار عصري لموريتانيا، حتى جاءت الفكرة الجنونية، الجرئية من النظام الحالي، وتقتضي بكل بساطة بناء مطار دولي لانواكشوط، لكن عائق التمويل كان بالمرصاد للمشروع، فابتكرت الدولة أسلوبا جديدا لتمويل تشييد المطار،تمثل في مبادلة أرض المطار القديم بتكاليف بناء المطار الجديد، في صفقة أثارت جدلا برلمانيا، وسياسيا، واقتصاديا كبيرا، لكنها في النهاية كانت مـُربحة بالنسبة للشعب الموريتاني.
خرجت إذا فكرة المطار من طور الجنينية إلى طور النضج، والاكتمال، لكن مرحلة المخاض كانت عسيرة، ونظرا لضخامة المشروع تم تأجيل تاريخ تسليمه، ودخوله الخدمة فعليا، ليحتدم الجدل السياسي من جديد حول المشروع، لكن وبعد اكتمال تشييد المطار - تقريبا- بدأ هاجس " التسمية" يطل برأسه، وبدا أن إيجاد تسمية متفق عليها للمطار الجديد أصعب بكثير من إيجاد موارد مالية لتمويل إنجازه، فكرت السلطات، وقدرت، فاختارت اسم معركة من معاركة المقاومة " ام التونسي" لتجعلها اسما للمولود الجديد، لكن جميع أفراد الأسرة لم يكونوا مجمعين على التسمية، بل إن الاسم هذا نكأ جراحا قديمة، وحرك مياها راكدة، مجددا الجدل التاريخي حول تصنيف تلك المعركة، وذهب البعض لتبادل التخوين، بشأنها.
اقترح البعض اسم الرئيس الأول المختار ولد داداه لكن ذلك أيضا كان محل خلاف كبير، فحكام موريتانيا لا يرغبون في منح أي امتياز، أو الاعتراف بأي جميل لأسلافهم، وتلك سنة متجذرة عندنا، وإلا لكان اسم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع مطروحا لإطلاقه على المطار الجديد، .. إذا فلا المقاومة بقدسيتها، ولا الزعماء المؤسسون للدولة برمزيتهم يسعفوننا باسم لمولودنا الجديد، الذي طال انتظاره، فهل نحن أمة نختلف في كل شيء، وعلى أي شيء؟.
ومهما يكن فإن البعض يقول.. لا بأس ، اختلفوا ما شئتم في التسمية، لكن الأهم أن المطار أنجز، وسيدخل الخدمة قريبا، ليحلق بموريتانيا عاليا، بين مصاف الدول التي تمتلك بنية تحتية جوية عصرية.
سعدبوه الشيخ محمد