كواليس الصلاة على جنازة المرحوم أحمد ولدعبد العزيز (حصري)
عاشت العاصمة الموريتانية انواكشوط الليلة أجواء حزن لم تعهدها منذ زمن طويل، واحتضن جامع ابن عباس الآلاف من سكان العاصمة، في أكبر حشد يحضر للصلاة على جنازة في تاريخ المدينة، وبعد ساعات من الانتظار وصل رئيس الجمهورية محمد ولدعبد العزيز وصول الأبطال، يقود السيارة بنفسه، وبدا متماسكا، وقبله بدقائق وصلت زوجته والدة المرحوم أحمد تكبر بنت احمد، لتصل الجنازة لاحقا، ورغم أجواء الحزن، والألم، إلا أن الأسرة المكلومة بدت مسلمة بقضاء الله وقدره، وسريعا تمت صلاة الجنازة، وأمها الإمام ولدحبيب الرحمن، بحضور علماء أجلاء، يتقدمهم الشيخ محمد ولد سيدي يحي، لتخرج الجنازة محمولة على الأعناق، ويتبعها المشيعون، يتقدمهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وانفض الجمع بعد ذلك.
ورغم حضور الآلاف من سكان انواكشوط للصلاة على جثمان نجل الرئيس المرحوم أحمد ولد عبد العزيز، إلا أن الأنظار اتجهت لشخصيات معينة، كان حضورها لافتا للنظر، مثل الزعيم أحمد ولد داداه، والسعد ولد لوليد، وقيادات أخرى في المعارضة الموريتانية، فضلا عن السفير المغربي في انواكشوط، الذي كان من أوائل الحاضرين لمسجد ابن عباس، وبسبب كثرة المشيعين، فقد فاتت الصلاة على كثير منهم، ولم يعلموا بها حتى انتهت، وبدأ خروج الجنازة، في حين أدرك آخرون تكبيرتين فقط من تكبيرات الصلاة.
ومن الملاحظات اللافتة للانتباه ضعف الإجراءات الأمنية المصاحبة عادة لتحركات رئيس الجمهورية، فباستثناء عناصر قليلة من الأمن الرئاسي، لم يكن هناك تواجد أمني ملحوظ، ودع الموريتانيون إذا الشاب الخلوق، ابن الأبعة والعشرين ربيعا، والحزن، يعتصر قلوب الجميع، رحم الله أحمد ولد عبد العزيز، وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أهله جميل الصبر والسلوان، وغنا لله وإنا إليه راجعون.