نزيف "تواصل" يتواصل في الطينطان، فمن المسؤول ؟
ربما لم يكن حزب تواصل يتوقع ما آلت إليه الأمور جراء اجتماعه الحالي في الطينطان، فقد أراد الحزب هذا الاجتماع مناسبة لاستعراض شعبيته في المقاطعة، لكن بعض وجهائها، ومنتخبيها كان لهم رأي آخر، وتعرض حزب تواصل في الطينطان لتمرد داخلي، وانسحابات من صفوفه، وخذلان من قبل أنصاره، قبل معارضيه، وتمثل ذلك في الأحداث التالية:
أولا: تمرد العديد من منتسبي الحزب، أبرزهم عمدة تواصل ببلدية لعوينات أباي ولد صالح، الذي لم يكتف فقط بمقاطعة اجتماع حزبه، بل انضم لأنصار الحكومة، وشارك في اجتماعات الوفد الوزاري في الطينطان.
ثانيا: انسحابات من تواصل.. حيث انشقت مجموعة من الوجهاء، والأطر، والمنتخبين من بلدية اعوينات الطل، على رأسهم العمدة المساعد للبلدية، وجمع من مناصريها بالبلدية، وأعلنوا انضمامهم للحزب الحاكم.
ثالثا: رفض أبرز رجالات تواصل في الطينطان، النائب سيدي محمد ولد السيدي الحضور لاجتماع حزبه،ولم يحضر للتظاهرة، في خطوة بالغة السلبية على مستقبل تواصل بالمقاطعة.
لكن السؤال يبقى مطروحا، من يقف خلف تلاشي شعبية حزب تواصل بالطينطان ؟ ومن " هندس" عمليات الانسحاب، والتمرد من الحزب، والانضمام لركب الأغلبية ؟؟.
من الملاحظ أن نزيف تواصل في الطينطان لم يكن وليد الأسبوع الحالي، بل بدأ منذ أكثر من سنة، وبلغ التنسيق ضد تواصل ذروته بالزيارة الشهيرة للوزير الأول يحي ولد حدمين للطينطان يوم 16 أغشت 2016 حيث نجح الرجل حينها في لملمة شتات الأغلبية في المقاطعة، واستقطب أطرافا كانت "مـُغاضبة" وعاد ولد حدمين من عطلته السنوية بغنيمة كبيرة، اسمها "الطينطان" وواصل الوزير الأول اتصالاته خلف الكواليس بأطر المقاطعة، ونوابها، حتى من حزب تواصل، لتأتي تلك الجهود أكلها بإفشال مهرجان تواصل الحالي بالطينطان، بل وتحويل المهرجان إلى مناسبة لكسب منضمين جدد إلى ركب الأغلبية، وهذه المرة من صفوف تواصل نفسه.
وبإلقاء نظرة سريعة على الخارطة السياسة في مقاطعة الطينطان يتضح جليا أن موازين القوى مالت بشكل كبير لصالح النظام، فأبرز مجموعة في المقاطعة (تنواجيو) باتت تدعم – في معظمها- النظام، وساهمت العلاقات الطيبة بين تنواجيو، ولغلال، ونجاح الوزير الأول في استغلال تلك الروابط ساهم ذلك في زيادة داعمي النظام في المقاطعة من هذه المجموعة.
أما باقي المجموعات القبلية الأخرى فلم يكن حزب تواصل يحظى بشعبية كبيرة فيها أصلا، ويبدو واضحا أن الحكومة عاقدة العزم على انتزاع الطينطان من تواصل، وربما نجحت في ذلك عمليا، في انتظار الانتخابات المقبلة لتؤكد ذلك رسميا.