فضيحة وطنية: الوكالة الموريتانية للأنباء لا تعرف شخصا اسمه معاوية ولد سيدي احمد الطايع (صورة)
إذا كانت الحكومات في العالم مسؤولة عن الحفاظ على ثروات البلدان، ومصالحها، ومستقبلها، فإنها – أي الحكومات- مسؤولة كذلك عن حفظ تاريخ شعوبها، وتوثيقه، وصونه من التحريف، والتزوير، والتشويه، لكن في موريتانيا تتبع الأنظمة مبدأ "كلما جاءت أمة لعنت أختها" وتتصرف مع التاريخ كما لو كان ملكا شخصيا للحاكم، يشطب منه ما يريد، ويترك ما يحلو له.
وتعتبر الوكالة الموريتانية للأنباء أقدم مؤسسة إعلامية في البلد، وعاصرت جميع رؤساء الدولة، وهي بذلك المصدر الأول لأرشيف، وتاريخ الأحداث السياسية في موريتانيا، لكن المفاجأة الغريبة، بل والفضيحة، وربما الجريمة البشعة بحق تاريخ البلد هي أنك إذا بحثت في محرك البحث الخاص بالوكالة الموريتانية للأنباء عن اسم: معاوية ولد سيدي احمد الطايع، فستأتيك النتيجة هي" لا توجد نتائج" بمعنى أن الوكالة الممولة من موارد الشعب الموريتاني لا تعرف شيئا عن رجل حكم موريتانيا لأكثر من عشرين سنة، فقد تم شطب كل ذلك التاريخ بجرة قلم.
ما ينطبق على ولد الطايع ينطبق أيضا على الرئيسين السابقين: اعل ولد محمد فال، وسيدي ولد الشيخ عبد الله، فبالنسبة للوكالة الموريتانية للأنباء لا وجود لهؤلاء الرؤساء الثلاثة على الإطلاق، لم يحكموا، ولم يزوروا، ولم يستقبلوا، ولم يدشنوا، ولم يتحدثوا، باختصار التاريخ بالنسبة للوكالة الموريتانية للأنباء يبدأ من سنة 2009 وما قبل ذلك لا يستحق الذكر، ولا ينبغي أن يترك حتى في الإرشيف !!!.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيأتي رئيس للجمهورية بعد ولد عبد العزيز، ويقوم بمحو ذكر الرجل، وطمس أثره، ومحوه من الذاكرة أيضا، لأن القاعدة المسلمة تقول إن الحـُكم لو دام لغيرك، لما وصل إليك.
الأكيد أن هذا التلاعب، والتضييع لتاريخ البلد لو حدث في دولة تحترم نفسها لتم تصحيحه، ولتعرض مخربو التاريخ للعقاب، بدليل أن ألمانيا لم تقد بمحو تاريخ "هتلير" ولم تمح أمريكا اسم بم لادن من أرشيفها، لأن التاريخ هو التاريخ، ينبغي حفظها كما هو، لا كما نتمنى أن يكون.