لأول مرة، المعارضة الموريتانية تستخدم جسد المرأة في الدعاية السياسية (صور مثيرة)
ظلت المرأة الموريتانية حتى عهد قريب محافظة على حيائها، محتشمة، تبتعد عن التبرج، أو التردد على أماكن التجمعات المختلطة، وكانت المرأة على مر العصور كنزا مصونا، وسرا مكنونا، بالنسبة للموريتانيين، يمكنك أن تزور بيتها، ثم تسافر دون أن تراها، إلا من وراء حجاب، وهي الميزة التي تميزت بها المرأة الموريتانية عن مثيلاتها في معظم الدول العربية، والإسلامية التي باتت نساؤها سافرات، يزاحمن الرجال، المنكب بالمنكب، والساق بالساق.
لكن يبدو أن إكراهات السياسة غيرت هذا الواقع، وهدف الدعاية السياسية يبرر وسيلة تخلي المرأة عن حشمتها، وحيائها، وباتت بنات حواء من الموريتانيات لا تجدن حرجا في الوشم على خدودهن، وتصوير ذلك، وتقديمه كقربان للأحزاب السياسية، وعربون ولاء من نوع خاص.
أما عندما يتعلق الأمر بمعارضة النظام، والتنديد بسياسته، فتتحول الملحفة من زي يستر المرأة، إلى لوحة عرض للمواقف، والشعارات السياسية، والأدهى من ذلك، والأمر أن كل هذه الممارسات الخطيرة على قيم مجتمعنا تتم بمباركة، ورعاية زعماء سياسيين معارضين، يرفعون لواء الدفاع عن الإسلام، ويتهمون النظام بالتفريط فيه، في مفارقة لا تقل غرابة عن استخدام جسد المرأة الموريتانية في الدعاية السياسية.
ويرى البعض أن المعارضة - وإن كانت فشلت في الإطاحة بنظام ولد عبد العزيز- إلا أنها نجحت في تحويل المرأة الموريتانية إلى عارضة أزياء، أو بالأحرى عارضة مواقف، وهو إنجاز يحسب للمعارضة دون غيرها.