هذا ما تعول عليه موريتانيا لإنجاح قمة العرب في انواكشوط (تفاصيل)
يعتبر انعقاد القمة العربية حدثا بارزا، فمجرد اجتماع القادة العرب تحت سقف واحد بات إنجازا في حد ذاته، في ظل الخلافات البينية، وقد واجهت قمم عربية سابقة مشاكل شكلية، وجوهرية عصفت ببعضها، وأفشلته، بل وحولت بعضها الآخر لمناسبة لتبادل الشتائم بين الزعماء العرب على الهواء مباشرة، ونكأت جراحا تأبى أن تندمل.
لكن يرى المراقبون أن القمة العربية المقبلة في انواكشوط ستكون من أنجح القمم العربية على الإطلاق، وليس ذلك مجرد تفاؤل مبالغ فيه، بل هو استنتاج نستخلصه بالنظر للأسباب الموضوعية التالية:
أولا: مكانة موريتانيا..
من المعلوم أن موريتانيا دولة ليست لها أطماع توسعية، ولا تسعى للعب أدوار سلبية في دول أخرى، وتحرص على أن تكون لاعبا إيجابيا، أو تمارس الحياد الإيجابي في مواقفها من القضايا العربية العربية، وهذا الموقف أهل موريتانيا لأن تكون محل إجماع بين العرب، ولا يوجد من يعترض عليها مسبقا.
العلاقة مع مصر، والسعودية..
تقود كل من مصر، والسعودية قطبي العمل العربي، دبلوماسيا، واقتصاديا، وعسكريا، وديموغرافيا، لذلك فإن أي توافق بين مصر، والسعودية ينعكس دائما إيجابا على العمل العربي المشترك، والعكس صحيح، ومعلوم أن العلاقة بين موريتانيا، وهاتين الدولتين هي في أحسن أحوالها، وزيارات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المتكررة للسعودية، وزيارته الأخيرة لمصر خير دليل على ذلك، وهذا ما يرجح احتمال مشاركة العاهل السعودي، والرئيس المصري في قمة انواكشوط، أو على الأقل تمثيلهما بشكل مرتفع، ومباركة قرارات القمة.
الإعداد الجيد..
من الواضح أن الحكومة الموريتانية تأخذ على محمل الجد تنظيم القمة العربية في انواكشوط، بل وتعتبره أهم حدث تشهده البلاد منذ استقلالها، كما قال وزير الخارجية إسلكو ولد احمد إزيد بيه، وهذا الإحساس بأهمية الحدث جعل موريتانيا تبدأ مبكرا تحضيراتها للقمة، وشكلت لجنة وزارية رفيعة المستوى للإشراف على أدق تفاصيل الحدث قبل أشهر من تنظيمه، وهو ما يقلل فرص حدوث أي مفاجآت غير مرغوبة، ويعزز في المقابل فرص نجاح القمة.
هذا فضلا عن أن رئيس الجمهورية، ووزيره الأول يتابعان بشكل مباشر أدق تفاصيل التحضير للقمة، وقد بدأت انواكشوط تأخذ شكلا جديدا، ويجري تعبيد، وتوسيع، وترميم، وتزيين الشوارع، وهو من حسنات القمة – يقول سكان انواكشوط-.
عوامل موضوعية ستؤدي – برأي المتابعين- لتنظيم واحدة من أنجح قمم العرب، لتكون إنجازا ينضاف لرصيد النظام الموريتاني الحالي، ومكسبا للشعب الموريتاني، ونقلة نوعية، سيكون لها ما بعدها، خاصة في تحسين صورة موريتانيا في الخارج، وجلب الاستثمارات، والسياحة للبد، وتعريف العرب ببلد ظل لعقود نسيا منسيا.