اعوينات ازبل: رصد لواقع الإنسان، والحيوان (تقرير مصور)
(الوسط) اعوينات ازبل/ تعتبر بلدية اعوينات ازبل، التابعة لمقاطعة جكني واحدة من أهم البلديات الريفية بالشرق الموريتاني، وتتميز بكثافة سكانية كبيرة، وحيوانية معتبرة، وعلى مدى عقود من عمر الدولة الموريتانية الحديثة ظلت لعوينات تشكو التهميش، والنسيان، لكن البلدية شهدت خلال السنوات القليلة الماضية حدثين هامين، سيغيران حياة سكانها إلى الأحسن، الحدث الأول تمثل في تزويدها بالكهرباء لأول مرة، بعد عقود من الظلام، وهو ما خلق حركية اقتصادية، وأنشطة جديدة على المنطقة، مثل ورشات اللحامة، وغيرها من المهن المرتبطة بالكهرباء، والحدث الثاني تمثل في بدء الأشغال لإنجاز طريق لعوينات- جكني، الذي شكل حلما للساكنة، ووفر على الفور عشرات فرص العمل لشباب البلدية، في مشروع إنجاز الطريق المذكور، وسيربط عاصمة مقاطعة جكني بطريق الأمل، وهو ما سيفك العزله عن عشرات الآلاف من سكان المنطقة.
لكن سكان لعوينات لا يزالون يشكون من ندرة ماء الشرب، فالماء عصب الحياة، ويعتبر الحصول عليه مهمة شاقة، خاصة في فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، ومع تطور وسائل العيش الحديث، لا يزال سكان اعوينات ازبل يستخدمون الآبار التقليدية للحصول على الماء.
ويعول سكان المنطقة على مشروع اظهر لتزويدهم بالماء الشروب، ورغم وفرة الغطاء النباتي في هذا الصيف، إلا أن المنمين يأخذون على الدولة ضعف الاهتمام بهم، وبثروتهم، ويرون أن مصنع اللبن في النعمه ربما يشكل بارقة أمل لهم، تجعلهم يستفيدون أكثر من ثروتهم الحيوانية الهائلة، بعد أن ظلت عاملا للإنفاق عليها، حيث سيضخ المصنع مبلغ ستة ملايين أوقية يوميا لشراء اللبن من المنمين في المنطقة.
ومع اقتراب زيارة رئيس الجمهورية لعاصمة ولايتهم، يأمل سكان اعوينات ازبل أن يجدوا من الرئيس، والحكومة ما يستحقون من عناية، ورعاية، وهم المرابطون على ثغور الشرق، بعيدا عن العاصمة انواكشوط، وصخبها، وأضوائها.