انواكشوط مدينة تختنق، في صمت.. (تقرير مصور)
أزمة خانقة، ومعاناة حقيقية تلك التي يعيشها سكان انواكشوط، ويكتوي بنارها أكثر الفقراء بشكل خاص، إنها أزمة الاختناق المروري، فالتحرك في انواكشوط بات أشبه برحلة من المعانى، تضيع الوقت، وتستنزف الجيب.
فبعد أن كان التلاميذ، وأصحاب الحرف، والعمال البسطاء يذهبون، ويعودون من أماكن عملهم، ودراستهم بمبلغ 200 أوقية لليوم، وفي وقت لا يتجاوز ساعة زمانية للذهاب، والعودة، بات مجرد الحصول على وسيلة نقل هدفا بعيد المال في حد ذاته، أما السعر فتضاعف 3 إلى 4 مرات، والوقت يضيع دون أن يكون أمام الآلاف من سكان العاصمة ما يفعلون، ومن يشاهد ملتقيات الطرق في ساعات الصباح، والقيلولة، والمساء يظن أن المواطنين خرجوا في مظاهرات، أو تجمعات احتجاجية، والواقع أنهم في انتظار وسائل نقل توصلهم إلى حيث يتجهون..
ولا تقتصر المعاناة على الفقراء فقط، فحتى من يمتلكون سيارات يجدون صعوبة بالغة في الوصول لوسط المدينة، ورحلة الذهاب، والإياب باتت تؤرقهم، وبعضهم يضطر لترك سيارته، والسير على الأقدام في بعض الحالات.
تعددت أسباب أزمة الاختناق المروري في انواكشوط، والمعاناة واحدة، ولعل من أبرز أسباب الأزمة ما يلي:
أولا: كثرة السيارات، والمركبات في العاصمة، فرغم رفع الجمركة، ومنع استيراد السيارات القديمة، إلا أن تلك الإجراءات لم تقلل من حجم مئات الآلاف من السيارات التي تسير في شوارع انواكشوط.
ثانيا: وضعية الطرق داخل العاصمة، وخاصة خلال الأسابيع الماضية، حيث يتم ترميم معظم الشوارع استعدادا للقمة العربية المرتقبة في انواكشوط، أواخر الشهر المقبل، وهو ما أدى لإغلاق شوارع هامة، وزاد من أزمة الازدحام المروري.
ثالثا: فوضوية السائقين، وعدم احترامهم لقوانين السير، مما يسبب تكدسا للسيارات، وازدحام الجميع بحثا عن منفذ يمر منه، حتى لو كان على حساب انسيابية السير.