لمصلحة من يتم نشر معلومات مغلوطة عن قادة الأجهزة الأمنية في موريتانيا ؟! (صورة)
يشكل موضوع العلاقة بين الأجهزة الأمنية في البلد مادة دسمة لبعض ممتهني الصحافة، ورغم أن العلاقة بين الأجهزة الأمنية، وقادتها هي بالضرورة علاقة تكامل، وتعاون، وتنسيق مشترك لخدمة الأمن العام في البلاد، إلا أن البعض يحرص دائما على إعطاء انطباع زائف بوجود خلاف، بل وحرب باردة تدور رحاها بين قادة الأجهزة الأمنية، لحاجة في نفسه، علما أن الواقع، والمنطق يكذبان ذلك.
وقد استغل البعض أحداث كزرة بوعماتو الأخيرة لإعطاء هذا الانطباع، وكأن الشرطة، والدرك، والحرس ليسوا في معركة واحدة، لتحقيق الهدف المشترك للجميع، فأي إنجاز أمني في البلد هو في النهاية في مصلحة الجميع، كما أن أي وضع أمني غير مستقر يضع عبئا على كاهل كل الأجهزة الأمنية، وقادتها، الذين يرابطون بمكاتبهم ليل نهار حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، ولعل أفضل دليل على عدم دقة أخبار البعض عن علاقة قادة أجهزة الأمن في ما بينهم، هو نشرهم لخبر يفيد بوجود بعض هؤلاء القادة في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، في حين أنهم وصلوا انواكشوط منذ نحو أسبوع، وشاركوا في نشاط رسمي بقصر المؤتمرات، بثته التلفزة الموريتانية على الهواء مباشرة (الصورة المرفقة).
إن تتبع أخبار قادة الأمن، في الحل، وحتى في الحرم، في عاداتهم، وعباداتهم، يراه البعض أمرا غير مبرر، فرجال السياسة، والوزراء المدنيون هم بالفعل مادة للسجال، والتعاطي الإعلامي، أما رجال العسكر، والأمن فينبغي تركهم بعيدا عن الأضواء، لأن سرية التحرك هي جزء من عملهم، ونشر تفاصيل حياتهم، وتحركاتهم للجميع لا يخدم في النهاية مهنة المتاعب، ولا يخدم الوطن، أحرى تلفيق شائعات عن صراع محتدم بينهم، مما يثبط همم أفراد الأمن، وينشر الإحباط في صفوفهم.