موريتانيا تخطط لمفاجأة العرب خلال قمة انواكشوط (تفاصيل)
على مدى عقود طويلة من عمر الدولة الموريتانية الحديثة، ظلت موريتانيا ذلك المنكب البرزخي، والبلد المجهول بالنسبة للعرب، الواقع في أقصى شمال غرب إفريقيا، لا يعرف عنها العرب إلا ما حملته رحلات علمائها الأجلاء قديما، أو جولات شعرائها الأفذاذ، يقضي العرب شؤونهم دون كبير دور لموريتانيا، وغالبا ما يتم تغييب موريتانيا عن المشهد العربي، وواجهة الأحداث، إلا حين يتعلق الأمر بأخبار الانقلابات العسكرية، وكأن العرب يطبقون على موريتانيا البيت الشعري المشهور:
ويـُقضى الأمر حين تغيب تيم @ ولا يستأذنون وهم شهود
اليوم، وموريتانيا تستعد لاستضافة أكبر حدث عربي، وتفتح ذراعيها لاحتضان ملوك، ورؤساء العرب، تبدو موريتانيا حريصة على أن تفاجئ العرب في كل شيء، وكأنها تريد أن تقول لهم... هذه هي موريتانيا، ليست كما تصورتم، ... بلد صحراوي، بدوي، فقير، ومتخلف، يحفظ أهله القرآن الكريم، وأشعار العرب فقط..
أول ما ستفاجئ به موريتانيا ضيوفها العرب هو مطار أم التونسي الدولي الجديد، وطبعا كلهم سيكونون في أول زيارة عبر هذا المطار، لأنه افتتح حديثا، سيبدد هذا المطار انطباع العرب عن موريتانيا، من حيث البنية التحتية الحديثة.
كما ستفاجئ موريتانيا ضيوفها من الأشقاء العرب بمستوى عال من التنظيم، يجمع بين الفخامة، والبساطة، بين الحداثة، والأصالة، قصور منيفة، وفلل، وشقق راقية، وخيام أصيلة، وجبات تقليدية موريتانية، لم يتذوقها العرب من قبل، بشاشة الموريتاني، وكرم الضيافة المعروف لدى الشناقطة..
ليس هذا وحده ما سيفاجئ العرب في موريتانيا، بل سينبهرون بمستوى الأمن، والهدوء، والانضباط الذي سيطبع سير أعمال القمة، كل شيء كما خطط له، لا مجال للمفاجآت غير المرغوبة..
سيعرف العرب إذا عن موريتانيا، شعبا، وتاريخا، وثقافة، واقتصادا، وسياحة، ما لم يكونوا يحتسبون، وبذلك يكون أكبر مكسب لموريتانيا من القمة هو أنها شكلت فرصة نادرة لتعريف العرب بهذا البلد الذي ظل منذ نشأته نسيا منسيا.
الوسط