تعويضات التصحيح تعصف بمصير عشرات الآلاف من طلبة الباكالوريا (حصري)
تميز تصحيح الباكالوريا هذه السنة بمستوى من الفوضوية، والزبونية غير مسبوق، حيث حصل (الوسط) على معلومات، وقصص من داخل حجرات التصحيح، تؤكد أن العديد من مصححي الباكالوريا هذه السنة لم يكونوا مؤهلين لهذه المهمة، فبعضهم معلمون، وليسوا أساتذة، والبعض الآخر يصحح مواد ليست من تخصصه، فمثلا أستاذة في العلوم تصحح مادة العربية، وهكذا، وحصل (الوسط) على أسماء، وأرقام الدليل المالي لبعض هؤلاء.
وقد تم حرمان أساتذة أكفاء هذه السنة من التصحيح، أو بالأحرى تم حرمان التلاميذ من تصحيح عادل، وأعطيت المهمة لمن لا يستطيع القيام بها، بسبب تدخل مباشر من مدير الامتحانات، ورغبته في شحن طاقم التصحيح من المقربين منه، ليتسنى له الاستئثار بالمبالغ المالية المخصصة للتصحيح.
مصادر بوزارة التهذيب أكدت أن حالة من الغضب تسود ضد مدير الامتحانات بسبب استيلائه على مئات الملايين المخصصة للامتحانات الوطنية، وعدم إشراك موظفين من الوزارة، جرت العادة أن تكون لهم حصتهم من كعكة الامتحانات.
وتبقى إدارة الامتحانات إحدى أهم البؤر المظلمة بالوزارة، وتحتاج لشفافية، ليس فقط من أجل مصير مئات الملايين من المال العام، بل من أجل مصير عشرات الآلاف من أبناء الشعب، الذين ينفقون أموالهم، وأوقاتهم، وطاقاتهم في التحضير للباكالوريا، وفي النهاية توكل مهمة تصحيح الامتحان لمن لا يملك مؤهلات لذلك، لأغراض خاصة.