بعد تحالف بيرام - الشافعي.. ما خيارات موريتانيا في مواجهة الخطر الداهم (تحليل)
يواصل زعيم حركة إيرا بيرام ولد اعبيدي جولته الإفريقية، مصورا نفسه كما لو كان "نيلسون مانديلا" الجديد، كما سوق نفسه لأمريكا قبل ذلك، باعتباره "مارتن لوثركينغ" الحديث، ويصور بيرام موريتانيا وكأنها جنوب إفريقيا في زمن الفصل العنصري،.. صحيح أن العالم بات قرية واحدة، وما يدور في موريتانيا معروف للجميع، ولكن الغريب كذلك هو سكوت النظام الموريتاني عن جولة بيرام هذه، ومنحه الفرصة كاملة لإكمال مهمته الخاصة في تشويه سمعة البلد، وضرب مصداقيته، والتآمر عليه.
بين الفينة والأخرى، يطل بيرام من فنادق أبيدجاه، وغيرها من مدن القارة الإفريقية موجها، ومتوعدا، وفي بعض العواصم الإفريقية يـُستقبل استقبال الفاتحين، ويـُطل بيرام من شاشات التلفزيونات الرسمية في الدول الإفريقية، متحدثا بكل إسهاب عن مخططته، ورؤيته، ليــُطرح السؤال المحير..: من منح بيرام كل هذه التسهيلات ؟ ومن نظم، ورتب له الجولة الإفريقية، علما أن بيرام لم تكن لديه علاقات سابقة بإفريقيا، وكان ذكره منحصرا في المنظمات الأمريكية، والأوربية ؟؟.
هنا يقفز الذهن مباشرة إلى الرجل المثير للجدل، الملياردير الموريتاني المقيم في إفريقيا ولد المصطفى ولد الامام الشافعي، فمن غيره يمتلك كل ذلك النفوذ في القارة السمراء ؟؟، ومن سواه يكن كل ذلك العداء، والحقد للنظام الموريتاني ؟؟؟.
تحالف بيرام- الشافعي مـُعطى مستجد، يتعين على السلطات الموريتانية التعامل معه بكل حزم، وحسم، فبيرام لم يعد "حقوقيا" يرفع شعار المساواة، ونبذ التهميش، والإقصاء، بل بات مجاهرا بعدائه لموريتانيا، وطنا، وشعبا، وتهديده للمصالح العليا للبد لم يعد خافيا على أحد، فإذا كان بيرام يعارض نظام ولد عبد العزيز فهذا حقه المشروع، وحق الجميع، ومن حقه كذلك أن يمارس معارضته بالأساليب المشروعة من الداخل، أما أن يعارض موريتانيا كوطن، وينقل أنشطته من مقاطعة الرياض بانواكشوط إلى العالم الخارجي، يتحالف مع شخصيات معروفة بتهديدها لاستقرار موريتانيا، وهي تمتهن زرع الحروب، والأزمات، وإدارتها، كما تدير – بنجاح- المفاوضات مع خاطفي الرهائن، فإن بيرام بذلك يصبح شخصا غير مرغوب به، بل هو عدو لبلده، وشعبه، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وتبدو الخيارات أمام موريتانيا للتعامل مع بيرام في هذه المرحلة محصورة في الاحتمالات التالية:
الخيار الأول: إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه، عبر الشرطة الدولية "انتربول" لإحضاره من الخارج، ومحاكمته على جرائمه ضد وطنه، وشعبه.
الخيار الثاني: إسقاط الجنسية الموريتانية عنه، لاقترافه ما يستوجب ذلك، واعتباره شخصا منبوذا، يحظر عليه دخول موريتانيا، إلا بعد توقفه عن مساعيه الهدامة، وقبوله بالنضال الشريف، والمعارضة المشروعة.
الخيار الثالث: أن تراقب موريتانيا تحركات بيرام هذه عن كثب، وتتركه يسير في مخططاته تحت المراقبة، وعندما يعود لموريتانيا يتم اعتقاله فورا، وتقديمه للعدالة.
أما خيار التجاهل فهو سياسة النعامة، عندما تطمر رأسها في التراب لدى رؤيتها لخطر داهم، فبيرام بالنسبة لموريتانيا أخطر من فتح الله كولن لتركيا، فهل من تحرك قبل فوات الأوان.
سعدبوه ولد الشيخ محمد