أكثر من سبب للتخلص من وزير التجهيز والنقل.. (تابع)
شكل تعيين أحمد سالم ولد عبد الرؤوف وزيرا للتجهيز والنقل مفاجأة كبيرة حتى للرجل نفسه، فمعلوم أن قطاع التجهيز والنقل شكل القاطرة التي قادت برنامج إنجازات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خلال مأموريته الأولى، كما شكل هذا القطاع جسرا عبر من خلاله الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين إلى قلوب الموريتانيين، ونال ثقة رئيس الجمهورية، قبل أن تتم مكافأته بإدارة الحكومة من قبل الرئيس.
احتلت وزارة التجهيز والنقل أكبر القطاعات الحكومية من حيث حجم الميزانية، وتدخلت هذه الوزارة في كل مناطق الوطن، جالبة الطرق المعبدة، وفكت العزلة عن المواطنين، من أم آفنادش بالحوض الشرقي، وحتى شوم بآدرا، وغيرت هذه الوزارة وجه العاصمة انواكشوط إلى الأفضل بشهادة الجميع، ويبقى الإنجاز الأهم هو إشرافها، ومتابعتها لإنجاز مطار انواكشوط الدولي أم التونسي.
بعد تبوئ المهندس يحي ولد حدمين، تساءل البعض عن من يمكنه أن يخلف هذا المهندس الكفء في إدارة هذا القطاع الهام ليواصل العطاء ؟؟، وقع الاختيار على د/ إسلك ولد احمد إزيد بيه، لكن هذا الدكتور الجامعي لم يستطع التأقلم مع جو هذا القطاع، وظل منعزلا عنه، حتى تمت تنحيته، ليعهد بالقطاع للمرحوم محمد ولد خونه، وهو شخص مشهود له بالنزاهة، والاستقامة، والتفاني في عمله، واستطاع بالفعل إدارة هذه الوزارة الضخمة، قبل أن يتخطفه الموت إلى رحمة الله، ليطرح السؤال من جديد، من يكون فارس التجهيز والنقل؟؟؟؟!!!.
جاء القرار المفاجئ، وتم تعيين ولد عبد الرؤوف، ذلك المهندس الذي لا تحمل سيرته المهنية مناصب كبيرة، ولا تجربة تذكر، وظل يترنح بين الماء، والكهرباء، والسمك، انتظر الجميع ليرى ما في جعبة ولد عبد الرؤوف، لكن الرجل لم يكن مقنعا بالمرة، لا من حيث الأداء، وفهم القطاع، ولا من حيث الحفاظ على ما تم إنجازه سابقا على الأقل.
دبت المشاكل في شركة "أنير" التي كانت بالأمس القريب مفخرة الوزارة، لتصبح في طور الإفلاس، تنخرها الأزمات المالية، والإدارية، وبدا أن ولد عبد الرؤوف لم يكن أصلا مؤهلا لإدارة وزارة بهذا الحجم، ويحتاج الكثير من الوقت ليفك طلاسم القطاع المعقدة.
بعد ظهور ولد عبد الرؤوف في أول إطلالة في المؤتمر الصحفي المتوج لمجلس الوزراء اتضح جليا أن المهندس الشاب لا يكاد يبين، لم يستطع أن يتحدث أمام الصحفيين بطلاقة، حتى ولو بجمل إنشائية عن قطاعه، ومعلوم أن القدرة على الحديث للعموم، وتسويق سياسة النظام، والدفاع عنه من أبجديات التوزير.
البحث عن أسباب تعيين الرجل وزيرا للتجهيز والنقل قاد البعض إلى مقاطعة كيفه، لعل الاعتبارات السياسية تقف خلف هذا التعيين، لكن المعطيات تؤكد أن الرجل لم يكن شيئا مذكورا بالنسبة للمشهد السياسي في الولاية، ولم يكن حتى معروفا بالنسبة للعديد من القواعد الشعبية حتى تاريخ تعيينه وزيرا.
وإذا كانت وزارة التجهيز والنقل مرشحة لمزيد من التقزيم، والانتكاسة في ظل ولد عبد الرؤوف، فإن الأخير يبدو أكثر الوزراء ترشيحا للإقالة، ولأكثر من سبب.