خـاص: طرائف، ومفاجآت في يوم طويل بالجمعية الوطنية (كواليس)
يوم طويل عاشته الجمعية الوطنية أمس السبت 7 يناير 2017 حيث جرت مناقشة التقرير السنوي للحكومة، بحضور الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين، وقدر رابط موفد (الوسط) في القاعة، وتجول في الأروقة، لرصد الكواليس، واللقطات الغائبة عن المشهد العام، وأهم الملاحظات التي ميزت الحدث، ونجملها في ما يلي:
الغياب، والحضور..
رغم الحضور الكبير لأعضاء الجمعية الوطنية، حيث تجاوزت نسبة حضور الجلسة أكثر من 90% إلا أن نوابا بارزين تغيبوا عنها، دون معرفة الأسباب، ومن أبرز الغائبين النائب بيجل ولد هميد، رئيس حزب الوئام، والنائب محمد ولد ببانه، وهو غياب قد لا يخلو من رسائل سياسية هذه المرة بلغة التغيب، في حين حضر أعضاء الحكومة جميعهم – تقريبا- باستثناء الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، ووزيرة التجارة والصناعة والسياحة، ووزيرة الرياضة.
محطة الغداء...
مع حلول موعد صلاة الظهر، رفع رئيس الجمعية الوطنية الجلسة للصلاة، وتناول الغداء، وتوجه الوزراء، ومعظم النواب لخيمتين نصبتا جنوب شرق مقر الجمعية الوطنية، لكن الجميع تفاجؤوا برداءة الخدمات، وانتظر الوزراء أكثر من نصف ساعة دون الحصول على كوب ماء، أو كأس شاي، واستغل الوزراء هذا الوقت في أحاديث جانبية لم تخل من الطرافة، فوزيرة الزراعة انتهزت الفرصة لإقناع الوزراء بأكل الأرز الموريتاني لفوائده الصحية، في حين أرجعت النائب المعلومة بنت بلال رداءة خدمات الغداء للتقشف الذي فرضه وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، وأبلغته بذلك، بينما اكتفى وزراء آخرون بمداعبة هواتفهم للتغلب على الانتظار، قبل وصول الغداء.
أهم مداخلة..
شكلت مداخلة النائب الخليل ولد الطيب محطة بارزة في الجلسة، وبدا واضحا أن المداخلة تم إعدادها بعناية، وكتبت سلفا، وتم منح ولد الطيب 10 دقائق كاملة لقراءتها، وجاء في مضمونها التمسك بالرئيس ولد عبد العزيز بعد سنة 2019 واعتباره الخيار الوحيد لقيادة البلد، والهجوم اللاذع على المعارضة، وأكد ولد الطيب أن مداخلته تعكس وجهة نظر الحزب الحاكم، والحكومة، والأغلبية، وقد فاجأت مواقف ولد الطيب هذه الجميع، كونها دعوة للمأمورية الثالثة من تحت قبة البرلمان، رغم تأكيد ولد عبد العزيز رفضه للفكرة أكثر من مرة.
ردود الوزير الأول..
تميزت ردود الوزير الأول على مداخلات النواب بالصراحة حينا، والتلميح أحيانا أخرى، وإن غلبت لغة الأرقام الدقيقة، والمعطيات الفنية، إلا أن الوزير الأول رد على ما كتب، وما قيل عن عرضه لتقرير الحكومة السنوي قبل ثلاثة أيام، وقد أضحك ولد حدمين النواب، وأقنعهم، في أسلوب غاب عنه التشنج، والانفعال، وتميز بالحرص على قول ما يجب أن يقال، بلغة منتقاة بعناية على ما يبدو.
تناقض نواب تواصل...
كان لافتا عدم التنسيق، إن لم نقل التناقض بين نواب حزب تواصل، ففي الوقت الذي ركزت فيه النائب زينب بنت التقي على قانون النوع، تجاهله زميلها أمادي ولد سيدي المختار، مؤكدا أن الجميع رفضه، وانتهى الأمر، بينما فضل النائب محمد غلام عدم التدخل، بعد أن كان سجل اسمه في لائحة المتخلين خلال الجلسة – حسب بعض المصادر-.