خطر بالغ: شهادات خطيرة تـُباع، وتشترى في موريتانيا (تابع)
إذا كنت محكوما عليك بالمؤبد، والإعدام، ومتابع بتهمة الإرهاب، وحيازة المخدرات، وانتهاك حرمات الله، وتهديد الأمن الوطني، وأردت أن تحصل على شهادة رسمية من العدالة الموريتانية تثبت أنك بريء من كل ذلك براءة الذئب من دم يوسف، بل تفيد الشهادة بأنك لم تكن محل اتهام سابقا، فما عليك سوى التوجه إلى أقرب محكمة، ودفع مبلغ زهيد من المال، أو تكون لديك أدنى وساطة لتحصل على شهادة التزكية تلك، أو التبريز، لتخول لك الحصول على ما يترتب عليها قانونيا.
أما إن كنت – لا قدر الله- مصابا بمرض نقص المناعة المكتسبة "السيدا" وتعاني من مرحلة متأخرة من السرطان، ولديك مرض الكبد من النوع الخطير، وتعاني من السل، والكوليرا، وكل الأوبئة، وأردت الحصول على شهادة رسمية تثبت أنك صحيح معافى، لا تعاني من أي مرض جسمي، أو نفسي، فما عليك سوى أن ترسل شخصا، ومعه مبلغ 500 أوقية لأقرب نقطة صحية، وسيأتيك بتلك الشهادة الصحية التي تخول لك المشاركة في أي مسابقة، أو امتحان، أو غير ذلك!!!.
يحصل هذا في موريتانيا على مرأى، ومسمع من الجميع، في وقت يعاني فيه المواطن الأمرين قبل الحصول على مستخرج من عقد الازدياد، أو بطاقة تعريف، تباع، وتشترى شهادات التبريز، والصحة مثل ما يباع الخبز، والنعناع، رغم خطورتها الكبيرة !!!.