لماذا تجاهل إخوان موريتانيا حادثة الاعتداء على الشيخ الددو؟!

العلامه الشيخ محمد الحسن ولد الددولم تكد حادثة الإساءة على النبي صلى الله عليه وسلم تنتهي فصول ردود الفعل عليها، حتى ظهرت إساءة أخرى تحمل من الغرابة، وغموض الدوافع الشيء الكثير، فأن ينبري شاب لينهال بالضرب على أبرز علماء البلد، بل والعالم الإسلامي فتلك حادثة، أو بالأحرى "حدث" يستحق التوقف عنده.

حادثة الاعتداء على الشيخ الددو تشابكت فيها خيوط الدين، بالسياسة، بالأمن، لتحمل كل عناصر الإثارة، والغرابة، ولعل ما يزيد من صعوبة فهم هذه الحادثة كون المعتدي أحد المقربين من الشيخ الدد منذ عشرات السنين، كما كان لافتا عدم تصعيد ردود الفعل من تلاميذ الشيخ الددو على هذا الاعتداء، وهم الذين يهبون – على الأقل بأقلامهم- ويكيلون كل الشتائم لمن يجرؤ على مخالفة رأي الشيخ في قضية من القضايا، فكان لافتا سكوتهم على الاعتداء الجسدي عليه.

لقد تابعت باهتمام كل ما نشر من حول هذه الحادثة، سواء من جانب المقربين من الشيخ الددو، أو من جانب الشاب المعتدي ولد لوليد، ولاحظت أن كل ما نشر من جانب المقربين من الشيخ الددو، والمواقع المحسوبة على ذلك التيار ظل كله في إطار سرد تفاصيل الحادثة، وكيف وقعت، مع إدانة عابرة لها، ولم يتجاوز ذلك للمطالبة باعتقال هذا الشاب، أو حتى إعدامه.

وكان واضحا طغيان نبرة "العفو" والتصالح، وتجاوز هذه الحادثة بهدوء، رغم بشاعتها، وهذا السلوك من أنصار الشيخ الددو – بنظري- لا يقل غرابة، وإثارة من الاعتداء نفسه.

أما من جانب الشاب المعتدي ولد لوليد فقد نشرت عنه – حتى الآن – روايتان، أو على الأقل هذا ما اطلعت عليه، الرواية الأولى يقول فيها ولد لوليد: إن سبب اعتدائه على الشيخ الددو هو غيرة لإحدى قريباته التي تزوجها الشيخ سرا، وحملت منه، ثم رفض الاعتراف بحملها، وهذه الرواية بنظري مستبعدة تماما بالنظر لمكانة الشيخ الددو العلمية، وورعه، - أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا-.

أما الرواية الثانية فتقول: إن سبب اعتداء ولد لوليد على الشيخ الددو هو تراكمات سببها وشايات من بعض مقربي الشيخ بولد لوليد، ودخول أطراف أخرى في العلاقة بين الشيخ وهذا الشاب، وتسميم العلاقة حتى وصل الأمر حد الاعتداء الجسدي.

وهذه الرواية أيضا لا تقنعني شخصيا لأسباب كثيرة، ما يجعل دوافع هذا الحادث غامضة، غموض حادثة "اطويله" التي تعرض فيها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لطلق ناري، لا يزال "لغزا" رغم كل ما قيل عنه.

الغريب في هذه الحادثة أيضا أن حزبا سياسيا كبيرا يعتبر الشيخ الددو المرشد الروحي له، لم يصدر أي بيان يدين فيه هذا الاعتداء على الشيخ الددو، ولم يدع هذا الحزب لمؤتمر صحفي، ولا لمهرجان جماهيري للحديث عن هذا الاعتداء، علما أن هذا الحزب يصدر البيانات حول كل الأحداث، حتى حوادث السير، واختناقات المرور، وربما يدين أحيانا ارتفاع درجات الحرارة مثلا، فكان لافتا تجاهله لهذا الاعتداء.

• < السابق
• التالي >