الطرق في موريتانيا.. أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الخميس, 27 شباط/فبراير 2014 14:28
البنية التحتية.. مفهوم يختزل الكثير من عوامل التنمية في أي بلد، لأنها مرتبطة بكل القطاعات، كما تعتبر خصوصية البنية التحتية أنها منشآت عمومية يستفيد منها جميع المواطنين، فقراء، وأغنياء، معارضين للنظام، وموالين له، فالكل يستفيد من الطرق، والمطارات، والموانئ، وغير ذلك من مرافق البنية التحتية بمفهومها الشامل.
لقد ركز النظام الموريتاني الحالي منذ تسلمه السلطة على البنية التحتية – خصوصا الطرق والمواصلات- حتى إن ما تم تشييده من الطرق في انواكشوط خلال السنوات الخمس الماضية قد يعادل نصف ما أنجز في خمسين سنة من عمر العاصمة الموريتانية، كما تم تشييد شبكات طرق في معظم عواصم الولايات مؤخرا، وكانت مدينة سيلبابي عاصمة الولاية التي اكتمل ربطها بالعاصمة قبل نحو سنتيتن.
سياسة النظام الموريتاني التي تركز على البنية التحتية أثارت تشكيك بعض المعارضين، ووصف بعضهم تنمية ولد عبد العزيز بأنها "تنمية سوداء" في إشارة للون الطرق، بينما حاول البعض التركيز على تأخر إنجاز بعض الطرق، مثل كيفه- الطينطان- والقايره- باركيول ... وهنا ينبغي الإشارة إلى بعض النقاط للتوضيح:
أولا: ينبغي أن يكون التركيز منصبا على إنهاء الطرق وفقا لمعايير الجودة، أكثر من التركيز على إنهائها سريعا، فالسرعة مطلوبة، وليس "التسرع"
ثانيا: إن مجرد الحصول على تمويل هذه الطرق، والبدء في إنجازها هو في حد ذاته إنجاز يستحق الذكر، بغض النظر عن متى ستنتهي، فأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل.
ثالثا: إن من ينتقدون تأخر بعض الطرق في الاكتمال يمارسون "المكابرة" فقبل سنوات، أو أشهر كان السكان يناقشون واقع العزلة، والتهميش، والنسيان، ويتساءلون إلى متى سيظلون هكذا، أما اليوم فباتوا يتساءلون متى ستنتهي الطريق التي ستربطهم بالعالم، وتسهل حياتهم، وإذا كان انتظار العذاب أشد من وقوعه، فإن انتظار اكتمال الطريق وتسهيل الحياة ربما هو أجمل من حصول ذلك فعلا.
رابعا: حتى لو سلمنا بتأخر إنجاز بعض الطرق فينبغي أن ننظر هل ذلك التأخر ناتج عن إرادة النظام أم لعوامل أخرى؟؟ لقد وضع الرئيس الموريتاني على رأس قطاع التجهيز والنقل شخصية تعتبر من الكفاءات الوطنية البارزة في هذا المجال، شخص لديه تجربة 30 سنة كلها أمضاها في القطاع الخاص، ومعلوم أن القطاع الخاص لا يقبل غير الكفاءة، لأنه يبحث عن الأرباح، والنتاج، ولا يبحث عن الاعتبارات السياسية.
فوزير التجهيز والنقل الحالي لم يكن يوما وزيرا، أو مسؤولا من أي مستوى في القطاع العمومي، فصفحته بيضاء، وماضيه مشرف، وهذا ما جعل الرجل القادم من رحم الشركة الأكبر في موريتانيا (سنيم) جعله يحظى بثقة رئيس الجمهورية، ليواصل إكمال الورشات الطرقية التي تنتشر في مختلف ربوع موريتانيا.