" تواصل " و البراعة في استغلال الأزمات
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 06 أيار 2014 16:16
من أبرز الانتقادات التي توجه لحزب "توصل" من طرف خصومه السياسيين في ولاية لعصابه عموما، و في مقاطعتي كيفه و كرو خصوصا هي استغلال هذا الحزب للعمل الخيري من أجل الدعاية الانتخابية، وتوظيف العمل الدعوي لفرض الوصاية على المجتمع، و بغض النظر عن صحة هذه الإدعاءات من زيفها، فإن إستراتجية عمل الحزب تركز- فيما يبدو- على استغلال ظروف و أزمات السكان في ظل غياب الدولة أو عجز البلديات عن التكفل بتوفير الخدمات الأساسية، و ذلك من أجل إثبات الحضور عبر التبرع، و تقديم المعونة،
وتنظيم قوافل طبية أو علاجات مجانية، أو غير ذلك من ألأنشطة التي تبدو في ظاهرها فعلا خيريا ،وفي باطنها عملا سياسيا هدفه استقطاب المواطنين من خلال استغلال حاجة أهالي البلدة في أحلك الظروف.
لكن هذه الأعمال على أهميتها في هذا الظرف تبقى مجرد محاولات بائسة لا ترقى إلى مستوى تلبية حاجيات السكان، أو التخفيف من حدة النقص في الخدمات الضرورية ، من هنا أرى بأن تباهي السيد النائب المحترم أمادي ولد المختار عن حزب تواصل في كيفه بأنه يتبرع بفصل من راتبه (ابريل – مايو – يونيو ) من أجل عملية سقيا لصالح سكان كيفه هو من باب استغلال الأزمات لتسجيل بعض النقاط ، لكنه لا يعد حلا يقتلع المشكلة من جذورها.
ومع أن المسلم مطالب أن يتبرع بجزء من فضل ماله على إخوته من الفقراء و المحتاجين إلا أن الغاية من هذا الفعل يجب أن تكون خالصة لوجه الله، خالية من كل دعاية سياسية أو إعلامية، لكن السيد النائب لا يمكن أن يتبرع بما لا يملك لأنه حتى الآن لم يستحق إلا راتب شهر ابريل فقط ، كما أن الدولة أو البلدية في النهاية هما المطالبتان بتوفير هذه الخدمات التي يعجز الأشخاص بمفردهم عن القيام بها، لأنها مصلحة عامة من جهة ، و توفيرها يتطلب تمويلات ضخمة من جهة أخرى.
و رغم أن بعض سكان أحياء مدينة كيفه عاصمة ولاية لعصابه يعيشون ظروفا صعبة، و مع كل صيف تجدد معاناتهم بسبب العجز المزمن في الحصول على المياه الصالحة للشرب، إثر الإنقطاعات المتكررة للمياه عن بعض الأحياء، إلا أن استئجار صهاريج لتوزيع المياه لا يعد حلا للمشكلة ، ومن هنا كان لزاما على كل المنتخبين المحليين عن هذه المقاطعة أو من أبنائها أن يبحثوا عن طريقة لوضع حد لمعاناة هذه الأحياء، و هو ما لا يمكن تحقيقه من خلال المبادرات الفردية أو الأنشطة الوقتية.
ومن هذا أدعو منتخبي كيفه و جميع أبنائها أن يوحدوا جهودهم من أجل تحقيق تطلعات سكان هذه المدينة، التي حملوها أمانة في أعناقهم بعيدا عن الدعاية السياسية أو الخرجات الإعلامية.
عال ولد يعقوب