المعارضة الموريتانية.. وموسم الهجرة إلى النظام
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 17 أيار 2014 13:18
مرة أخرى تعود ظاهرة الانسحابات من أحزاب المعارضة باتجاه الحزب الحاكم لتطل من جديد، ولكن هذه المرة بزخم أكبر، وربما خطر أكبر أيضا على تلك الأحزاب المعارضة، التي باتت تتفرج على مناضليها وهم ينسحبون، جماعات، وفرادى باتجاه معسكر الأغلبية، الداعمة لولد عبد العزيز.
حزب تواصل، المعروف بتمسك مناضليه بالتعليمات الحزبية دشن موسم الهجرة نحو النظام، بانسحاب جماعة وازنة منه قبل أسابيع، والتحاقها بالحزب الحاكم، ليأتي الدور لاحقا على حزب "الوئام" الذي شهد قبل أيام انسحابا ربما هو الأكبر منذ إنشاء الحزب.
وأخيرا- وربما ليس آخرا- تنتقل عدوى الانسحاب إلى حزب "حاتم" حيث أعلن رئيس منظمة شباب الحزب انسحابه منه، رفقة العشرات من زملائه، في ضربة هي الأقسى للحزب القومي، المعارض، واليوم يعلن عن انسحاب قيادي من حزب تكتل القوى الديمقراطية، المعارض.
أحزاب المعارضة واجهت خطر الانسحابات هذا بالتقليل من شأن المنسحبين حينا، ونفي انتمائهم للحزب أحيانا أخرى، بينما كان التجاهل يطبع موقف بعض الأحزاب تجاه انسحاب مناضليها.
هذه الظاهرة يرى البعض – من باب التندر- أن على المعارضة أن تواجهها بالمطالبة بسن قانون يمنع انتقال شخص من حزب إلى آخر، على غرار قانون منع الترحال السياسي، وأن تبدأ - أي المعارضة – التحضير لتنظيم أيام تشاورية، بقصر المؤتمرات لتدارس أسباب الانسحاب من المعارضة، وسبل وقفه، أو الحد منه.
والملاحظ أن النظام الموريتاني- ورئيسه ولد عبد العزيز- لا يكافئ – بالضرورة- هؤلاء المنسحبين من المعارضة، كما لا يعاقب من يتخلف عن ركب داعميه، على الأقل بشكل واضح، وفوري.
ما يجعل الفرضية الأرجح أحيانا هي أن كل من ينسحب من حزب معارض قد يكون انسحابه غضبا من المعارضة، ويأسا، وإحباطا من أدائها، أكثر منه تصفيقا، أو تطبيلا للنظام، والملاحظ أن أهم أحزاب المعارضة باتت تعاني من "تصحر" سياسي، قد يأتي على ثروتها الجماهيرية، خصوصا بعد قرارها مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
لقد شكل قرار مقاطعة الانتخابات القشة التي قسمت ظهر بعير الأحزاب التي قاطعتها، كان ذلك في الانتخابات البرلمانية، والبلدية الأخيرة، حيث كاد الالتزام بقرار المقاطعة ينحصر في قيادة تلك الأحزاب، بينما شارك جمهورها الأعم فيها، إن لم يكن ترشحا، فانتخابا، وتصويتا.
والمفارقة هنا أن بعض أحزاب المعارضة احتفلت، واحتفت بانسحاب المرشح للرئاسة ولد بوحبيني من السباق الرئاسي، واعتبرته ضربة قاسية لمصداقية الانتخابات، وحضر بعض رؤساء أهم أحزاب المعارضة الخرجة الإعلامية لولد بوحبيني، لكن هذه الأحزاب لا تريد أن تتحدث عن الانسحابات الكبيرة، والكثيرة من صفوفها، والتي يرى البعض أن خطرها على المعارضة أكبر بكثير من خطر انسحاب ولد بوحبيني على الرئاسيات !.