أين الحياد في مبيت ولد عبد العزيز في دار الجنرال غزواني؟؟؟
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأحد, 08 حزيران/يونيو 2014 10:43
يطرح حياد الجيش في الصراع السياسي إشكالية ذات أبعاد متعددة وخاصة إذا تعلق الأمر بالصراع السياسي السلمي الذي يتم من خلال أدوات الانتخابات والتنافس عبر البرامج، ومع أنه من المفروض أن تقف المؤسسة العسكرية بكل مكوناتها على الحياد التام و بنفس المسافات بين المرشحين المتنافسين في الانتخابات الحاصلة، إلا أن الواقع غالبا ما يناقض ذلك.
و إذا كان المرشح ولد عبد العزيز - حسب ما يقول أصحابه- يسعى جاهدا إلى أن يعطي لهذه الانتخابات قدرا كبيرا من المصداقية، وهو ما دفعه ربما لتخلي عن حراسة الأمن الرئاسي التي عسكرت كثيرا محطتي كيهيدي و الاك من الحملة الرئاسية الحالية، حيث لوحظ في كيفه غياب شبه تام للمؤسسة " بازب" التي تناط بها مهمة حماية الرئيس في العادة ، إلا أن الرئيس لم يطمئن ربما بالمبيت في كيفه دون حماية صديقه الجنرال ولد الغزواني القائد العام للقوات المسلحة، وهو ما أثار حفيظة جهات سياسية محلية رأت في ذلك نوعا من الانحياز لحساسية ضد أخرى، هذا فضلا عن ما يعنيه ذلك من تجاوز واضح لتعهدات مؤسسة الجيش بالحياد، و حقيقة التزامه بالدور المفترض والعملي لأي جيش في العالم وهو أن لا يتدخل في الصراعات السياسية مادامت سلمية وتتنافس انتخابياً وبرامجياً وربما إعلامياً, و مادامت تعمل وفق اللعبة الديمقراطية المعروفة وتستند إلى الإرادة الشعبية.
تبقى الحقيقة الراسخة هي أن الجيش لا ينبغي أن يكون مع طرف سياسي ضد طرف سياسي لأنه يستمد هيبته من قدرته على حماية مؤسسات الدولة وسيطرته على البلد وله وحده حق امتلاك القوة والسلاح بعيدا عن السياسة والأحزاب والجماعات والقبائل والإطراف.