عادات وتقاليد عيد النحر في المجتمعات الإسلامية (صور)
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 04 تشرين1/أكتوير 2014 15:52
هل تعلم أنّ مسلمي الصين “الاويجور” لا يذبحون أضحية العيد إلا بعد لعبة تسمّى “خطف الخروف” من فوق أحصنة وبعد الفوز بالخروف بين المتبارين، يجتمع ذكور الأسرة حوله ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية خمس دقائق ثم يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف، وتقسيمه بواقع ثلث للتصدق وثلث للأقرباء والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحية؟
وهل تعلم أن بعض الأسر في ليبيا تحرص على وضع الكحل بالقلم الأسود أو الكحل العربي حول عين الخروف، ويحرقون نوعًا معينًا من البخور يسمّى “الجاوي”، ثم حفر حفرة في الأرض لذبح الخروف فيها، لأنهم يعتقدون أنها ستكون مسكنًا للجن، ويوضع الخروف على الأرض بحيث يكون رأسه قريبًا من الحفرة، ومتجهًا نحو القبلة، ويبدأ الذبح؟
وأنّ بعض الأسر في المغرب ومصر وأفريقيا تحرص على غمس اليد في دماء الأضحية ثم طبعها على الجدران أو السيارات اعتقادًا بأن الدماء لها القدرة على منع الحسد؟ وآخرون في الجزائر يحرصون -رغم تحريم العلماء- على تنظيم مصارعة الكباش «الخرفان» قبل حلول عيد الأضحى مباشرة، وسط حشود من المتفرجين، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب؟
وأنّ أطفال البحرين يلقون أضحيتهم الصغيرة في البحر مرددين أنشودة “حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين على حلليني يا حيتي”، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر ثم يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات وتكون وجبة الغداء.
بينما تقوم شعوب أخرى مثل الباكستانيين بتزيين الأضحية مثل العروس بألوان على رأسها قبل العيد بحوالي شهر كامل، ويزفونها يوم العيد قبل ذبحها وقراءة القرآن؟
أما مسلمو أمريكا وأوروبا فلا يشترون الخراف إلّا من على شبكة الإنترنت، وغالبًا من قرى صغيرة بها مسلمون يسمحون بالذبح، حيث تشتد السلطات الصحية في الذبح هناك خارج المسالخ الرسمية، وبعضهم يقوم بمغامرات أشبه بمغامرات شرلوك هولمز للحصول على أضحية وذبحها بعيدًا عن أعين السلطات في فناء منزله سرًّا؟
وهو ما يرفع سعر الأضحية، حيث يختلف سعر الأضاحي من ولاية إلى أخرى ودول أوروبية لأخرى، استنادًا إلى عوامل ديموجرافية واقتصادية وجغرافية، حيث يصل ثمن الكبش في ولاية أطلنطا إلى 250 دولارًا، ويتجاوز 260 دولارًا في كارولينا الشمالية، وقد ينزل إلى 190 دولارًا في كارولينا الجنوبية، أما أغلى الأضاحي فسجلته ولاية نيويورك بسعر يصل إلى 400 دولار.
وتختلف لغات وألسنة وعادات وتقاليد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتختلف المشاهد الاحتفالية وأغاني وأهازيج العيد، ولكن تبقى الطقوس الأساسية واحدة في عيد الاضحى حيث يشترك الجميع في نحر الأضاحي عقب صلاة العيد وتوزيعها على الفقراء، وزيارة الأهل والأحباب، والتجمع في منازل العائلة، وصنع أشهر أطباق الطعام المجملة باللحوم والحلويات، وإسعاد الأطفال بالهدايا و”العيدية”.
ولكن هذا العيد سوف يقضيه البعض خارج منازلهم المدمرة، كما سيفعل الكثير من أهل غزة الذين دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 22 ألف منزل لهم في العدوان الأخير، كما سيقضيه السوريون والعراقيون على وقع قصف طائرات التحالف الدولي لأراضيهم وهي تستهدف تجمعات تنظيم “داعش” وتطال معها أبرياء وضحايا مدنيين.
كما ستقضيه أسر وأطفال في المقابر لزيارة شهدائهم الذين سقطوا في معارك الربيع العربي، ويقضيه أطفال فقراء وضحايا للحروب في اللعب بين الأنقاض لا الحدائق كما سيفعل نظراؤهم في بلدان أخرى.
خروف أون لاين في مصر
في مصر يطلقون عليه “عيد اللحمة”، رغم أنه أصبح بلا لحمة لارتفاع أسعار اللحوم والخراف وتزايد حالات الفقر والبطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ومع هذا تتدبر كل أسرة ثمن الأضحية باعتبارها شعيرة هذا العيد، أو تشترك كل سبع أسر في أضحية واحدة (بقرة) أو جمل، وهو العنصر الأكثر تفضيلًا بسبب رخص سعره مقابل الأبقار والخراف.
حيث وصل سعر الخروف في مصر إلى 2500 جنية (الدولار = 7 جنيهات)، بينما الجمل يبدأ سعره من 5 آلاف جنيه، ومع هذا يشكو التجار من عزوف المشترين للظروف الاقتصادية.
وبرغم أنه (عيد اللحمة) كما يطلق عليه شباب المدونات كنوع من الطرافة، وشكوى كثير من المصريين من عدم قدرتهم على شراء اللحوم في عيد الأضحى بسبب الارتفاع الصاروخي لأسعار اللحوم، فقد تحول الحديث عن شراء خروف العيد لنوع من الطرفة والفكاهة بين المصريين وكيف أنّه أصبح للفُرجة فقط بعد ارتفاع سعره بزيادة حوالي 25% مقارنة بالعام الماضي، وتحول شوارع مصر إلى ما يشبه حظائر المواشي بسبب تخصيص كل جزار مساحة كبيرة أمام محله لبيع الخراف والأبقار بجانب اللحوم الحية.
ومع هذا استمرت ظاهرة الإعلان عن البيع أو التضحية بخراف العيد على الإنترنت، وشهدت إقبالًا كبيرًا، خصوصًا من المصريين المقيمين في الغرب في الوقت الذي اعتبر فيه الفقهاء أنه لا حرج في ذلك، حيث يختار الراغبون في شراء خروف النوع الذي يريدونه من أحد مواقع الإنترنت التي تقدم هذه الخدمة ويقومون بدفع نصف الثمن بالاتفاق مع الشركة المعلنة، على أن يُدفع النصف الباقي فور استلام الخروف، أو يدفعون كل الثمن فورًا مع رسوم الشحن عبر الفيزا كارد.
ومن أشهر المواقع المتخصصة في تقديم هذه الخدمة موقع “خروف دوت كوم”http://www.kharoof.com الذي يتيح للمصريين في الخارج شراء الخراف لأقاربهم في مصر.
وتتباري الجمعيات الخيرية و”بنك الطعام” في جمع التبرعات لذبح الأضاحي وتوزيعها على المناطق الفقيرة؛ لأنها فرصة للتكافل الاجتماعي وإحياء لسنة التكافل بين العديد من فئات الشعب المصري والجمعيات الخيرية لإعادة التوازن للكفة المقلوبة وتزايد نسب الفقراء في مصر.
وتتجمع الأسر عقب صلاة العيد لذبح الأضحية في المنزل أو المسلخ أو الشوارع التي تتحول إلي أنهار من الدماء؛ ما يثير أزمة سنوية تتعلق بالصحة والنظافة، ويجدها علمانيون فرصة للطعن في شعيرة الأضحية، كما فعلت الكاتبة العلمانية “فاطمة ناعوت” هذا العام عندما وصفت شعيرة الأضحى بـ”المذبحة”، وزعمت أن النبي إبراهيم “مجرد رجل صالح رأى كابوسًا”، ما دعاء نشطاء وعلماء للمطالبة بمحاكمتها بتهمة ازدراء الأديان، والتطاول على عقيدة المسلمين.
ولا يخلو العديد من حوادث محزنة بسبب الظروف الصعبة لبعض الأسر، حيث أعلن عن شنق عامل نفسه في لوحة إعلانات قبل العيد بثلاثة أيام لضيق ذات اليد، وقالت تقارير شبه رسمية إن 13 آخرين انتحروا بشهر سبتمبر الماضي لنفس السبب الاقتصادي.
وسبق أن ألقى عامل زوجته من الطابق الثاني بقرية بالقناطر الخيرية شمال القاهرة، بسبب مطالبتها له بأموال لشراء لحمة العيد، وتمّ نقل الزوجة وبها كسور بأنحاء متفرقة من الجسد إلى المستشفى وألقى القبض على الزوج. فيما أقدمت ربة منزل بمدينة كوم أمبو في جنوب مصر على الانتحار بتناول مادّة سامّة بسبب عدم القدرة على توفير مصاريف العيد وفارقت الحياة فور وصولها.
وتزايد الفقر بصورة كبيرة بين نسبة من المصريين مؤخرًا بنسبة عالية بلغت 40% في جنوب مصر و18% في الريف وفقًا لتقرير جهاز المحاسبات الرسمي الأخير عن 2009، كما تزايدت نسب البطالة والعنوسة بصورة كبيرة نتيجة ارتفاع الأسعار وتزايد تكاليف الزواج بصورة كبيرة والارتفاع الرهيب في أسعار السكن.
عيد الخليج عائليّ
ويتميز عيد الأضحى في الخليج بأنه عائلي. فالأسر السعودية تتحضّر للعيد في ما يسمّى بـ “الاستراحات” التي يتمّ استئجارها لتجتمع فيها العائلات السعودية بجميع أفرادها وهم يجتمعون حول موائد وولائم فاخرة، عقب الذبح وتحضير ما لذّ وطاب من المآكل الفاخرة وأيضًا الحلويات “كالكليجة” و”المعمول”.
وفي الإمارات تتجمع الأسر أيضًا في المنتجعات والمنازل الكبيرة وتُحضّر أطباق خاصة لهذه المناسبة كـ “اللقيمات” و”البلاليط” والتمور وبعض الحلويات إلى جانب الشاي والقهوة.
من الأناشيد والأهازيج الشعبية التي يرددها الأطفال وهم يلهون: “أمي يامي يامايه راعي البحر ماباه.. أبا وليد عمـي بخنجره وارداه.. قابض خطام الصفرا وملوِّح بعصاه”.
ومنها أيضًا: “باكر العيد بنذبح لبقرة وبنعشي خماس طويل المنخره”؛ أي الفقراء الذين ينالون نصيبهم من ذلك الخير.
وغالبًا ما يكون وقت الغذاء للأهل والجيران في منزل أكبرهم سنًا في الحارة أو المنطقة لتناول الغذاء في منزله، الرجال في مكان، والنساء في مكان آخر، ثم تقام منتديات اللقاء والتجمع طيلة أيام العيد في أطراف الحي؛ حيث يلتقي الجميع في ألعاب جماعية للتسلية وإدخال الفرحة على الأولاد.
وتحرص بعض الأسر على صبغ ملابس العيد الجديدة بالورس (نوع من النباتات) حيث يدقّ مع الزعفران والجوز والهيل ويوضع الخليط على النار مع قليل من الزيت، ثم توضع الثياب في إناء، ويُصب عليها خليط الأصباغ؛ فتصبح جديدة.
عيد اليمن بطعم الانكسار
ومع أنّ عيد اليمن هذا العام بطعم الانكسار بعدما هاجم الحوثيون صنعاء واحتلوها، وسيطروا على مراكز الشرطة والجيش، وهاجموا منازل خصومهم، فمظاهر العيد في اليمن لا تنقطع. ففي صباح العيد، تُنحر الذبائح في القرى وتوزّع اللحوم على الأصدقاء والجيران لمشاركتهم الفرحة.
ويكون العيد في اليمن أيضًا مناسبة للترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني؛ فعندما يلقى الطفلُ جدّه في العيد فإنه يقبل جبهته وركبته في إشارة إلى تواصل الأجيال واحترام الصغير الكبير اللانهائي.
ويختلف اليمنيون في عادة تناول اللحم، حيث يتناولون الكعك الذي يقول أحمد سيف عنه إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعيد سواء عيد الفطر أم عيد الأضحى، أما وجبة الغداء اليمنية في العيد فتشتمل على (الزربيان) وهو طبق من اللحم والأرز وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا.
وأيضًا هناك (السبايا)، وهي خليط من الدقيق والبيض والسمن يطهى في الفرن ويضاف إليها العسل اليمني الشهير الذي يعد من أشهر أنواع العسل في العالم إلى جانب (السلتة) التي تطهى من الحلبة والكرات مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء وتقدم مع خبز خاص يسمى (الملوج)، وهي كلها من الأكلات التي ارتبطت بالعيد.
زفة عيد السودان
يشهد عيد الأضحى في السودان تجمع الأهل والأقارب والجيران، حيث يعود السودانيون من صلاة العيد، ويجهزون لذبح الأضاحي، في جو من السعادة والبهجة والسرور، وتوزيعها على الجيران والفقراء والمحتاجين، ابتغاء الثواب، ومرضاة الله سبحانه وتعالى.
ولشدة الترابط بين السودانيين، يتجمعون في شكل مجموعات للإفطار أو الغداء، في الحي الواحد أو المنطقة، ويسارع الكل بدعوة الآخر، ونادرًا ما يبقى أحد بمفرده في أي مائدة سودانية، بل يسارعون بدعوة عابري السبيل أيضًا.
ومن الأمور المألوفة في عيد السودان، ازدياد عدد الزيجات، حيث ينتهزها المغتربون في الخارج، كفرصة لعقد القران، وكذلك الموظفون والعمال… إلخ.
وتعتبر “زفة العيد” مما يمتاز به أهل السودان في احتفالاتهم بالعيد، ففي يوم وقفة عرفات تخرج هذه الزفة إلى الميادين الكبرى والشوارع الرئيسة بالمدن وفي مقدمتها كبار مسؤولي هذه المناطق تصحبهم الموسيقى الشعبية الأصيلة وعشرات بل مئات الأطفال من أبناء الحي لتطوف هذه الزفة جنبات المنطقة (لتزف) إلى أهلها مقدم العيد. كما يشارك في هذه المسيرات الاحتفالية عدد من أبناء القبائل المختلفة في السودان بتقديم فنونها التراثية المميزة ابتهاجًا بحلول العيد.
ومن عادة السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا (العصيدة) عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار؛ حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية، وتتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم (الويكة).
ودائمًا يكون العيد -شأن غالبية البلدان الإسلامية- فرصة للتصالح وإنهاء الخلافات بين الناس في السودان، حيث يعمل الجميع على اصطحاب الصغير للكبير ممن نشب بينهم خلاف أو توتر في العلاقة لإنهائه وعادة لا يرفض أحد مطلقًا التسامح والتصالح في العيد.
و”المرارة” أكلة سودانية خالصة يتناولها السودانيون في صباح أول أيام العيد في الإفطار وعقب الذبح مباشرة، حيث تأخذ أحشاء الماعز أو الخراف من الكبد والرئة والطحال والكلى وتتبل جيدًا بعد أن تنظف تنظيفًا شديدًا ثم تأكل نيئة دون طهي، ولكنها إذا طهيت فإنها تسمى (كمونية).
“تسقية” سوريا تحت القصف
وبينما تعيش سوريا في خضم حرب أهلية زادها سوءًا القصف الدولي لما يسمى “التحالف ضد داعش” فوق أراضي سوريا والعراق، لا تزال أحياء قليلة تلتزم بعادات وتقاليد العيد.
حيث يذهب أغنياء الحي ووجهاؤه إلى (مختار الحي) أو رئيس الحي لسؤاله عن حالة سكان حيه وعن الفقراء والمحتاجين منهم، حيث يقدم كل منهم ما يستطيع تقديمه مما يملكه، فمثلًا صاحب مصنع الملابس يقدم الملابس الجديدة لمختار الحي لتوزيعها على الفقراء وصاحب مصنع الأحذية يمنح الأحذية، وهكذا، ومن لا يملك يقدم مبالغ مالية يتولى (مختار الحي) توزيعها على الفقراء قبل العيد.
أما اشهر الأكلات السورية في العيد فهي (التسقية) (فتة بالسمن أو الزيت) و(الشاكرية)؛ وهي عبارة عن لحم على هيئة مكعبات صغيرة يطهى مع اللبن والنشا ويقدم مع الأرز الأبيض أو البرغل.
وفي أمسيات العيد يتناول السوريون (الهيلاطية) والمعمول (بالفستق) إضافة إلى التمور بأنواعها.
خروف فلسطين قُتل في العدوان
كان من بين من قتلوا في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لغزة بجانب الأطفال والنساء والكبار والصغار، مئات الأبقار والمواشي التي حرمت طائرات الاحتلال الفلسطينيين من نحرها في عيد الفداء، وفدوها مبكرًا في غارات العدو، لهذا انخفضت أعداد الأضاحي وقل الطلب عليها للظروف التي يعاني منها الفلسطينيون الذين يعيش كثير منهم في أرض فضاء بعد تدمير منازلهم.
فالعدوان الإسرائيلي الأخير أوقع -بحسب بيان لوزارة الزارعة- خسائر فادحة في القطاع الزراعي والحيواني والنباتي، حيث أدى إلى نفوق قرابة 3 آلاف رأس من العجول و20 ألف رأس من الأغنام.
وقال تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة الفلسطينية إن الإقبال على شراء الأضاحي قليل هذا العام بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان، وإنه “دخل في شهر سبتمبر الماضي حولي 8000 رأس لتعوض التجار عن الكميات التي فقدت في الحرب، بعدما كان هناك حوالي 12 ألف رأس من العجول والأبقار جاهزة لعيد الأضحى وهي تقريبًا حاجتنا السنوية”.
ويشير الخبراء الاقتصاديون إلى ارتفاع معدل البطالة بعد الحرب إلى 65% بزيادة 15% بعد قصف إسرائيل مئات المصانع والمنشآت والورش وتدميرها بشكل جزئي أو كلي، ومنع دخول المواد الخام وفرض قيود على المعابر ومنع التصدير بشكل كلي.
وتعاني أسواق القطاع من ركود في ظل هذه الأجواء الحزينة، وقال تجار فلسطينيون وأصحاب محلات تجارية، في أحاديث لوكالة “روسيا”، إن البضائع متوفرة، لكن دون وجود قوة شرائية، رغم صرف رواتب الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية.
وبعد خروجهم من المساجد؛ سيذهب العديد من أهل غزة إلى المقابر، فيقرؤون القرآن لإيصال ثوابه إلى موتى المسلمين وشهدائهم ويترحمون عليهم، ويوزعون الصدقات عن أرواحهم، وبعد العودة إلى البيت يجتمعون معًا لتناول إفطار العيد، الذي يسبقه ذبح الأضاحي (خروف العيد) وتوزيعها على الأرحام والفقراء.
ويحاول بعض الغزيين المقتدرين أن يعيشوا أجواء عيد الأضحى، بشراء الأضحية لذبحها، أو أن يحيوا بعض الطقوس، التي لم يستطيعوا إحياءها في عيد الفطر الماضي نتيجة العدوان الإسرائيلي.
عادل القاضي/ التقرير النسخة التجريبية