موريتانيا: صلاة العيد من العبادة إلى السياسة..
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأحد, 05 تشرين1/أكتوير 2014 15:58
في موريتانيا كل شيء سياسة.. حضر الرئيس فتلك سياسة، وغاب فمن باب أولى، وحتى الصلاة باتت أيضا سياسة.. العديد من المنابر الإعلامية تصدرت صفحاتها عناوين تقول إن الوزير الأول يحي ولد حدمين ترأس صلاة العيد نيابة عن رئيس الجمهورية، وبعضهم أضاف أن ذلك جاء بتكليف رسمي من ولد عبد العزيز!!
وكأن الصلاة استحقاق دستوري لابد أن يحضره الرئيس، أو ينتدب من ينوب عنه ليصلي عنه، أو لكأن الصلاة – بنظر هؤلاء- نشاط رسمي يتم برئاسة الرئيس، أو وزيره الأول، وعضوية أعضاء الحكومة، وكأن الصلاة لم تعد عبادة فردية يؤديه الشخص – رئيسا، أو مرؤوسا – لربه، على وجه السنية في صلاة العيد.
لقد حاول البعض التأكيد على أن عدم بث خطاب لولد عبد العزيز خلال العيد دليل دامغ على مرض الرجل، أو لم يكن بإمكان رئيس الجمهورية أن يسجل خطابا قبل سفره لفرنسا، ويبث ليلة العيد، لو كان الأمر بهذه الأهمية؟!
لماذا يحاول البعض نقل حكم صلاة عيد الأضحى من السنية، إلى الوجوب؟ بل ولماذا يكون المكان الذي يجب أن يؤدي فيه الرئيس الصلاة هو ساحة ابن عباس، وكأنها لا تجزئ في مكان غيره.
وإذا كان الأمر كذلك لماذا يغيب زعماء المعارضة عن صلاة العيد بساحة اب عباس؟ أم أنهم لا يعرفون طريقها إلى في مهرجانات الرحيل ؟!
اليوم جرت مراسم صلاة عيد الأضحى كالمعتاد، بنفس الطريقة، وكثافة الحضور الجماهيري، والغريب أن أيا من المواطنين الذين أدوا الصلاة بساحة ابن عباس لم يسأل لماذا لم يحضر الرئيس الصلاة؟ ولم يروا في غيابه ما يستحق كل هذا الزخم الذي تمتلئ به صفحات مواقع باتت تجعل من الصلاة سياسة، بعد أن كانت مجرد عبادة.