صور غيرت حياة مصوريها (تقرير+ صور)
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 29 تشرين2/نوفمبر 2014 10:24
كمحررة صور جديدة في ناشيونال جيوغرافيك، كنت حريصة على معرفة المزيد عن المصورين الذين نعمل معهم، والذين لم أقابل الكثير منهم شخصيًا. وبمناسبة عيد الشكر Thanksgiving، طلبت من عشرة مصورين منهم إرسال الصورة التي كانوا شاكرين له؛، لأنها غيرت ربما الطريقة التي كانوا يفكرون بها حيال شيء ما، أو كان لها تأثير كبير على مسار حياتهم المهنية.
وفيما يلي القصص والصور التي اختارها المصورون العشرة:
1- جون ستانمير: صورة المقالات القصيرة من تسونامي عام 2004 في المحيط الهندي، آتشيه، إندونيسيا
موجة من المياه بارتفاع 100 قدم غمرت قرية لامبوك في شمال سومطرة في الـ 26 من ديسمبر عام 2004. وعندما انحسرت مياه المحيط، كان الهيكل الوحيد المتبقي هو هذا المسجد.
سبعة آلاف من السكان الذين كانت لامبوك يومًا منزلهم، لم يبق منهم سوى هذا العدد القليل من الناجين الذين يظهرون في الصورة أعلاه. كانوا يصلون صلاة المغرب، بينما النيران ما زالت تشتعل في الخلفية المدمرة التي تظهر من خلال الجدران المحطمة لهذا المكان المقدس.
لقد تعلمت الكثير خلال عدة أشهر من تغطيتي لهذه المأساة التي لم يكن بالمستطاع إلقاء اللوم على أحد في حدوثها. مثل هذه الأحداث ترسخ في ذهننا مدى أهمية الوقت الذي مازلنا أحياء فيه، تذكرنا كيف أن الطبيعة تعطي ولكنها تأخذ أيضًا، وكم هو مهم بالنسبة لنا جميعًا أن نستغل هذه الفترة التي وهبت لنا في فعل شيء ما، سواءً كان هذا الشيء كبيرًا أو صغيرًا.
كل يوم، أنا أشعر بالامتنان حتى لقدرتي على فعل شيء بسيط هو الاستيقاظ من النوم ووضع قدمي على الأرض. ذات يوم، لن أستطيع فعل ذلك.
أنا شاكر وممتن لأي وقت سيتم منحي إياه، وأتمنى أن أكون متواضعًا بما فيه الكفاية، وشاكرًا بالتأكيد مثل هؤلاء النساء والرجال الذين فضلوا اللجوء إلى الحلم وعيش يوم آخر.
2- ستيفاني سينكلير: ميجون، وهيرات، أفغانستان، 19 يونيو 2004
محادثة واحدة قبل عشر سنوات غيرت مجرى حياتي. قصة ميجون لم تكن قصة سعيدة. لقد تم تزويجها عندما كان عمرها 11 عامًا، وعندما أصبح عمرها 15 عامًا كانت تعيش في ملجأ يعد موطنًا للعديد من الفتيات الأفغانيات اللواتي هربن من أزواجهن.
عندما التقينا، قالت لي: “في حياتي كلها لم يسبق لي أن شعرت بالحب”. وفي السنوات التي تلت ذلك، حملت كلماتها المدمرة في قلبي، ورأيت صورتها في وجوه العرائس الأطفال من جميع أنحاء العالم، بينما تطور مشروع التصوير الفوتوغرافي الخاص بي ببطء إلى شيء أكبر بكثير من مجرد قصة على صفحات ناشيونال جيوغرافيك، وأصبح حملة دولية متمثلة بمنظمة غير ربحية تسمى “أصغر من أن يتزوجن“. وفي الأسبوع الماضي، اعتمدت الجمعية العامة في الأمم المتحدة قرارًا تاريخيًا لإنهاء زواج الأطفال، والزواج القسري.
أنا ممتن لصداقة ميجون في ذلك اليوم، والأثر الذي كان لها على حياتي وعملي. إلهامها لا يزال مستمرًا في مساعدة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
3- كارستن بيتر: كهف Hang Son Doong، 2010
لقد كانت إضاءة هذا الكهف في فيتنام مهمة صعبة. اكتشف في عام 2009، وهو واحد من أكبر كهوف العالم. الجزء الظاهر في الصورة طوله ميل واحد، وارتفاعه 200 ياردة، وليس واسعًا جدًا. كنا بحاجة إلى 14 شخصًا من أجل إضاءة هذه الحجرة الهائلة. وكان نصف هؤلاء الأشخاص من الفيتناميين الذين لم نستطع التواصل معهم.
وبعد نشر القصة، انتشرت هذه الصورة بشكل كبير على شبكة الإنترنت. تلقت القصة المصورة جائزة صور الصحافة العالمية، وجائزة صورة العام، ولكن أكثر الجوائز أهمية بالنسبة لي كانت جائزة مصوري ناشيونال جيوغرافيك. وعلى وسائل الإعلام الاجتماعي، كنت سعيدًا لقراءة تعليقات مثل: “أنا فخور بأن أكون فيتناميًا”.
وحتى وقت قريب، كان الكهف يدار بمسؤولية، وتم التقليل من تأثير الإنسان بقدر الإمكان. لكن الآن، قررت مجموعة Sun، وشركة Doppelmayr النمساوية، تحويل الكهف إلى منطقة جذب سياحي شامل، وتغيير النظام البيئي الحساس، وهيكل الكهف الكبير.
كوني من محبي الطبيعة، فإن هذه التطورات تبعث على الاكتئاب بأسوأ طريقة. أشعر أنني مسؤول عن ذلك. لقد اعتقدت دائمًا أن إظهار الجمال الطبيعي من شأنه أن يولد الاحترام والرهبة والمساهمة في حماية البيئة. ولكن، وفي هذه الحالة، أشعر أنني فشلت تمامًا. فربما من دون تغطيتي وتصويري لهذا الكهف، لما كان هذا التطور قد حصل.
سأكون شاكرًا لو تفضلتم بدعمي في حماية هذا الموقع الطبيعي الفريد من نوعه، والتوقيع على هذه العريضة لوقف عمليات البناء هناك.
4- ماجي ستيبر: مادجي تجلس لالتقاط صورة شخصية، 2006
في خضم فقدان ذاكرتها، جلست والدتي، مادجي، أمامي لكي ألتقط لها صورة شخصية خلال زيارة نهاية الأسبوع إلى منزلي في ميامي.
كنت أرغب بالتقاط صورة بسيطة لوالدتي؛ ولذلك أجلستها على كرسي طويل القامة، وصورتها أمام خلفية بيضاء. ولكن، وبعد أن التقطت تلك الصورة، وبدون أن أعرف حتى لماذا، طلبت من والدتي إزالة ملابسها. ودون صعوبات تذكر، قامت بذلك، وجلست مرة أخرى على الكرسي عارية. اندهشت، ولكن أخذت الصورة؛ لأنها كانت جميلة، فهي الشخص الذي جاء بي إلى الحياة.
لقد أردت أن أتذكر هذا، ولكن تلك الصورة لن يستطيع أي شخص أبدًا رؤيتها. إنها لي فقط.
5- جيمي شين: تشانغ تانغ إكسبيديشن، 2002
التقطت هذه الصورة لجالين رويل، في عام 2002، خلال أول بعثة لي مع ناشيونال جيوغرافيك لعبور هضبة تشانغ تانغ في التبت مع جالين، ريك ريدجواي، وكونراد انكر.
لقد كان جالين بطلًا بالنسبة لي. لم أتصور أبدًا أن أستطيع أن أحصل على لقاء أو عمل معه، ناهيك عن الذهاب معه في رحلة استكشافية. قضينا شهرًا في تتبع حيوانات شيرو المهددة بالانقراض، واكتشفنا أماكن توالدها، بهدف توثيق ذلك وحمايتها من الصيادين. لقد تسلقنا الجبال، وأطلقنا على هذه القمة الظاهرة في الصورة اسم قمة شيرو.
للأسف، مات جالين بعد بضعة أشهر في حادث تحطم طائرة. وقد دمرني شعور أن مرشدًا وصديقًا جديدًا لي ذهب.
ناشيونال جيوغرافيك قررت استخدام هذه الصورة لتأبين جالين، وأصبحت أول صورة تنشر لي في المجلة. شعرت وكأن هذه الصورة كانت هديته الأخيرة لي. كنت حزينًا لأن جالين لم يستطع رؤية قصتي وصورته منشورة، ولكن بعثة تشانغ تانغ، والوقت الذي قضيته مع جالين، وهذه الصورة، هي أمور غيرت مجرى حياتي المهنية. هناك الكثير مما يجب أن أكون شاكرًا له.
6- إريكا لارسن: المناظر المغيرة، 1995
أخذت هذه الصورة أثناء حضوري لحصة “مقدمة في التصوير الفوتوغرافي الملون والطباعة”، في عام 1995، عندما كان عمري 19 عامًا. وكانت الوظيفة هي خلق مشهد طبيعي من خلال تغيير المنظر. وفي ذلك الوقت، كنت أستخدم الإضاءة الاصطناعية لتجربة كيف يمكن تعزيز ألوان الفيلم وتغييرها. وفي هذه الصورة، أنرت نبتة عباد الشمس بفلاش، ومشيت من خلال الإطار أحمل مصباحًا يدويًا لخلق ضوء في السماء.
ولكن، هذه الأشياء كلها تقنية.
على الصعيد الشخصي، أصبحت هذه الصورة نقطة تحول في وقت مبكر من عملية محو الأمية البصرية الخاصة بي. كنت أعرف أن التصوير يمكنه نقلنا من مكان إلى مكان آخر، وخلال الزمن، وأن يغير حالتنا العاطفية. إلا أنني، مع ذلك، كنت قد خبرت هذا في صور الآخرين فقط. تلك الصور ألهمتني، ولكن ليس هناك حصة مدرسية، كتب، أو تقنيات يمكنها تعليمي كيفية القيام بذلك.
مع هذه الصورة، أتذكر الشعور بأنني، وللمرة الأولى، كنت قادرة في النهاية على أن أكشف للعالم أنني عشت لحظة صناعة الصورة. وكنت أيضًا قادرة على كشف جزء من حالتي العاطفية.
7- ستيف وينتر: بورت أو برانس، 1990
عندما كان عمري 17 عامًا، تطوعت للعمل في دار للأيتام في وسط المكسيك. وفي وقت لاحق، عندما كنت أعمل لوحدي كمصور، سمعت أن نفس الملجأ لديه منزل للأطفال في هايتي أيضًا. قررت أن أذهب إلى هناك، وأن أقوم بإعطاء شيء ما لليتامى مرة أخرى عن طريق تصوير قصة لنشر الوعي وتشجيع التمويل.
العديد من هؤلاء الأطفال في دار الأيتام تم التخلي عنهم على عتبة باب مؤسسة أخوات الأم تيريزا للأعمال الخيرية. وعندما التقيت للمرة الأولى بالصبي الذي يلبس قميص ميكي ماوس، كان هذا الطفل لم يتحدث لمدة ستة أسابيع بعد أن أصيب بصدمة التجربة.
ولأكون قادرًا على تصوير الأخوات أثناء العمل، اضطررت أولًا للعمل في المستشفيات والعيادات لإظهار أني كنت جادًا فيما كنت أفعله. كانت تلك هي القواعد. والعمل في هذه المراكز المختلفة أشعل العاطفة من أعماقي.
أخذت هذه الصورة في آخر يوم كنت هناك فيه. والصبي الصغير في قميص ميكي ماوس تحدث في ذلك اليوم، وصافحني عندما غادرت.
سوف أتذكر دائمًا وقتي هذا في هايتي بفرح عظيم، تلقيت أكثر بكثير مما أعطيت، لقد كانت تجربة غيرت حياتي.
8- مايكل نيكولز: سيلفرباك غوريلا تسمى ميرثي، 1980
في عام 1980 كنت أعيش حلمي. كانت صوري للحياة البرية، ولكن من دون أي غرض حقيقي. ثم ذهبت إلى رواندا مع تيم كاهيل من مجلة جيو، وأردت أن أوثق الغوريلا الجبلية. تيم وأنا ذهبنا هناك، وشهدنا ولادة السياحة البيئية، وهي الحركة التي كان من شأنها أن تحفظ الغوريلا الجبلية من الانقراض.
أود لو أخرج كل يوم لتصوير الغوريلا الجبلية الخجولة جدًا، والتقاط صورة سيئة تلو الأخرى. قبل اكتشاف التصوير الرقمي قبل نحو 25 عامًا، كان من المستحيل تقريبًا التقاط صورة للغوريلا السوداء في الغابات المظلمة. عدم وجود الضوء هناك مشكلة، واستخدام ضوء الفلاش من شأنه أن يخيف هذه الحيوانات الخجولة. هذه الصورة كانت مدخلي إلى عالم ناشيونال جيوغرافيك، والتقاط الصور التي تتحدث عوضًا عن أولئك الذين ليس لديهم صوت.
9- بول نيكلن: نورد أوستلانديت، 2013
كلما سافرت إلى المناطق القطبية، أكون متفائلًا سرًا بأن التنبؤات والتوقعات الوخيمة التي يحذرنا منها العلماء، ستكون بطريقة أو بأخرى مقلقة إلى درجة أقل من آخر مرة كنت فيها هناك. لكن للأسف، وخلال رحلتي في الصيف الماضي إلى سفالبارد في النرويج، لم يكن هذا هو الحال. حيث أن هذا العام لم يكن فقط أكثر عام رأيت فيه دببة قطبية ميتة هناك مما كان عليه الحال في السنوات الـ 25 السابقة التي تجولت فيها في القطب الشمالي، بل كان أيضًا أول صيف خال من الجليد قضيته في القطب الشمالي.
مع اقتراب سفينتنا من الغطاء الجليدي الهائل في نورد أوستلانديت، صدمت لرؤية سلسلة من الشلالات التي تدل على ذوبان الغطاء الجليدي. ولأن “المشاهدة خير برهان”، كانت هذه الصورة مهمة بالنسبة لي في إظهار مدى أهمية رفع الوعي وبناء الدوائر الانتخابية لدعم العمل المناخي.
في حين أن بعض الناس يذمون التغيير، والبعض الآخر يقاوم التغيير، والبعض الآخر هم ضحايا للتغيير، وغيرهم يلهمهم التغيير، لا يمكنني إلا أن أطمح فقط لدفع التغيير من خلال الصور والقصص المصورة.
10- لين جونسون: نقطة تحول، 2014
لم ألتقط هذه الصورة في مهمة عمل. هذا والدي، جاك، وعند اللحظة التي أخذت فيها هذه الصورة، اعتقدت أنه كان يحتضر.
على جانبه والدتي، جين. هي ووالدي، تزوجا منذ 67 عامًا، كانا معًا منذ لحظة رأته في أعلى درج المدرسة الثانوية مرتديًا قميصًا أبيض.
وعلى الجانب الآخر يوجد تشارلز، وهو صديق جديد وحميم.
جين وتشارلز يحاولان إبقاء جاك على قيد الحياة. واحدة من خلال مناداته باسمه، والآخر عن طريق إبلاغه عن أحدث مباريات كرة القدم. وبينما انتظرنا وصول المسعفين، أخذت هذه الصورة مستخدمًا هاتفي.
وصل المسعفون، وربطوا له الأنابيب والأسلاك، والأكسجين، والسوائل، وبقي على قيد الحياة.
المصدر: صحيفة التقرير