مشاركة (تواصل) في الانتخابات هلوسة سياسية، أم لحظة انعطاف؟
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2013 17:01
رغم أن المشاركة في الانتخابات من ابرز واهم آليات العمل السياسي، إلا أن المشاركة في حد ذاتها ليست هدفا وإنما هي غاية لتحقيق الأهداف المنشودة ( كسب الأصوات والحصول على مقاعد في البرلمان وفي المجالس البلدية والوصول إلى الرئاسة)، لكن الملفت في مشاركة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ( تواصل) في انتخابات 23 نوفمبر 2013 هو أنها أضفت قدرا من المصداقية على انتخابات قاطعتها جميع أحزاب المعارضة ورفض الممولون الأجانب الإشراف عليها وتمويلها .
الامر الذي أثار انتباه المراقبين واجتهد كل فريق في البحث عن تفسير منطقي لهذه المشاركة، فبينما أكدت قيادات "تواصل" أن قرار المشاركة كان استجابة لرغبة القواعد الشعبية التي تحضر لهذه الانتخابات منذ سنتين ، اعتبره البعض الآخر خيانة لرفيق درب المطالبة بالرحيل بعدما تم توريطه في نفق مظلم مسدود.
وبغض النظر عن رأينا في الجماعة، في ظل ساحة سياسية مريضة تعج بالنفاق السياسي والعمالة والولاء القبلي والانتهازية، فإننا نعتقد بأن هذا الحزب قد زج بنفسه في معترك سياسي آسن سيتضرر منه أكثر مما سيربح، رغم مزاعم البعض بأن حصاده في الشوط الأول من هذه الانتخابات أفضل من المتوقع. فهل هو سوء تقدير للموقف أم أنه من باب تبرير قرار المشاركة في انتخابات تصفها قيادة حزب" تواصل" منذ انطلاقتها بفاقدة المصداقية والشرعية،وتقدم عشرات الأمثلةوالبراهين على عمليات التزوير والتلاعب التي طبعتها ،فما هو السر وراء الإصرار على المشاركة في ما يصفه البعض ب" مهزلة 23 نوفمبر ".
ليس هناك ما هو اشد سخفا من تبني مواقف تتناقض مع المنطق والعقل وتبرير ما لا يبرر أصلا، وليس هناك ما يمكن أن يكون أشد إضرارا بالعمل السياسي من تبني سياسة المؤامرات التي تحاك في حيز مظلم يفتقر إلى المكاشفة والمصارحة،والنظرة المخابراتية إلى السياسة ،لأنها تؤدي إلى هيمنة جو من الشك والارتياب يعطل كل أنشطة تواصلية وتكاملية بين شركاء العمل السياسي، في بلد لا يمكن أن ينجح فيه العمل الوطني دون أن يكون توافقيا تفاعليا .
ربما يكون الوصف الدقيق لهذه التناقضات ،هو أنها هلوسة سياسية تنطلق من تشخيص خاطئ وسوء تقدير للموقف، أو ربما هي لحظة انعطاف في مسيرة النضال السياسي لحزب جديد لا يريد أن يضيع فرصة ركوب القطار دون أن يدري وجهة هذا القطار،وبين هذا وذاك يبقى الأمل في تحقيق المعارضة الموريتانية لمكاسب سياسية في المدى القريب والمتوسط مجرد وهم.