لماذا قررت الجهات الأمنية تغيير زي " مسقارو" ؟!
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأحد, 08 شباط/فبراير 2015 11:38
(الوسط) لماذا قررت الجهات الأمنية العليا في البلد تغيير الزي الرسمي ل" مسقارو" ؟؟! سؤال يتردد هذه الأيم على ألسنة العديد من المواطنين هذه الأيام، دون أن يعثروا له على إجابات مقنعة،.. فجأة، ودون سابق إنذار استيقظ سكان انواكشوط على سيارات سوداء تحمل بالخط العريض كلمة"أمن الطرق" وتشبه هذه السيارات سيارات الدرك الوطني.
المواطنون يتساءلون عن السبب الذي جعل الجهات الأمنية تقرر تغيير الزي الرسمي لتجمع أمن الطرق، رغم أن هذه العملية ستكلف مبالغ مالية في غير فائدة، مع أن اللون الأول للجهاز ( الأصفر، والأسود) كان لونا مميزا، واعتاد عليه المواطنون.
البعض يتحدث عن سبب غير مقنع، وهو أن جهات عليا في الدولة تريد فك الارتباط بين أمن الطرق، والجنرال مسقارو، عبر تغيير كل الملامح التي يعرفها الناس عن "مسقارو" لكن إن كان هذا هو السبب فتلك كارثة كبيرة، وخطأ لا يغتفر، وذلك لسببين.
السبب الأول هو أن العقليات لا يتم تغييرها بمجرد تغيير الشكل، فجهاز أمن الطرق ارتبط في الذهنية الجماعية باللواء مسقارو، وحتى لو أقدمت الدولة على حل هذا الجهاز نهائيا، فستظل تلك التسمية ثابتة في أذهان المواطنين، لأنه كما نقول بالحسانية" الشيعة شي يعطيه مولان" والله يستحي أن ينزع البركة من موضع قد وضعها فيه.
فالجنرال مسقارو ولد لقويزي لم يسع هو شخصيا لأن يسمي هذا الجهاز باسمه أبدا، لكن كون الرجل أول شخص يتولى إدارة هذا الجهاز، والصرامة، والانضباط، اللذين يتميز بهما الجنرال الخلوق جعلت المواطنين يطلقون اسمه على هذا الجهاز، ومن الخطأن، بل من الغباء محاولة تغيير ذهنية المواطنين، إلا إذا كان الأمر يتعلق بعملية غسيل أدمغة للمواطنين.
السبب الثاني الذي يجعل تغيير زي أمن الطرق غير مبرر هو أن التسميات الرسمية لا تتفق دائما بالضرورة مع التسميات الشعبية، فمثلا عندنا في انواكشوط " شارع المقاومة" والجميع يسميه : شارع عزيز، وعندنا في انواكشوط أيضا " حي السعادة" رسميا، لكن الجميع يسميه حي " ملح" وهكذا، .. ثم إن تغيير الزي الرسمي للأجهزة الأمنية من وقة لآخر، وبجرة قلم يحدث ارتباكا لدى المواطنين، ويضعف هيبة هذه الأجهزة الأمنية في نفوس الناس، باعتبارها باتت مثل المنازل، والثياب تسبغ بأي لون حسب مزاجية القادة.
إلا أن البعض يرى أن تغيير زي تجمع أمن الطرق مجرد خطوة مرتبطة بهيكلة أمنية جديدة، تتعلق بإعادة ترتيب لأجهزة الأمن، وتنظيم أدوارها، خصوصا أن هذه الخطوة تزامنت مع خطوات أمنية أخرى، مثل سحب الحواجز الأمنية من الداخل، وإعادة بعض الاعتبار لجهاز الشرطة، من بين أمور أخرى.