"التبرع" ....؟؟
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 28 كانون1/ديسمبر 2013 22:45
"التبرع" مصطلح يعني أول ما يعني أن الشخص يعطي جزء مما يملك لجهة أخرى بكل حرية، واقتناع، ودون أي ضغط من نوع ما، هذه الضوابط يرى البعض أنها لا تتوفر بالمرة في حملة التبرع التي دشنتها التلفزة الموريتانية بالتعاون مع اتحادية كرة القدم.
رغم أهمية الرياضة في الحياة اليوم، إلا أن عديد المواطنين يتساءلون عن حملة التبرع هذه، أليس هناك ما هو أشد حاجة، وأكثر أهمية لتنظيم حملات تبرع لصالحه مثل مئات الأسر التي تتضور جوعا في أحياء البؤس في ضواحي انواكشوط؟ أو ليس مئات المرضى الذين يئنون في المستشفيات، ولا يستطيعون شراء قرص دواء، أو جرعة تخفف ألم المرض أو ليسوا أولى بالتبرع – يقول البعض-؟
أوليست مئات الأسر التي لا تجد ما تسدد به تكاليف ذهاب أبنائها إلى المدارس، وتضطر لإرسالهم للشوارع أليست أولى بالتبرع؟ ثم هل الدولة عاجزة عن تسديد تكاليف رحلة الفريق الوطني إلى جنوب إفريقيا، حتى تطلب من المواطنين تولي المهمة؟ علما أن الدول عادة تنظم حملات تبرع في حالات الكوارث الوطنية مثل الزلازل، والفيضانات... وليس لمباراة كرة قدم.
وإذا تجاوزنا هذه الأسئلة تواجهنا علامات استفهام أخرى لا تقل أهمية من قبيل: ما مصير هذه الأموال التي يتم التبرع بها؟؟ من أين اكتسبت، وفيم ستنفق؟ الوزراء، والمدراء الذين يديرون مؤسسات عمومية هل ما يتبرعون به يعتبر: عطاء من لا يملك لمن لا يستحق؟ أو على الأقل لمن هناك من هو أكثر منه احتياجا.
ثم هل يتبرع المسؤولون الكبار بحرية، أم بإيعاز من السلطة؟ ولماذا لم يشارك رئيس الجمهورية في حملة التبرع هذه ، على الأقل علنا؟
في الحقيقة الفكرة من هذا التبرع نبيلة، وشريفة، والهدف مشروع، ويستحق التضحية، إلا أن بعض المواطنين يخشون أن تدخل بعض هذه التبرعات من الباب، لتخرج من النافذة، أو يتم تعويضها بطرق غير شرعية.
يبقى سؤال لا يريد أحد طرحه وهو: إذا كانت حملة التبرع هذه بمناسبة تأهل الفريق الوطني للمحليين لبطولة إفريقية، فكيف سيكون الحال لو تأهل المنتخب الوطني الرسمي لنهائيات كأس العالم، ما الذي سيطلب منا أن نتبرع به؟؟