نحن و" اللامنتمي" بيرام !!
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 28 كانون1/ديسمبر 2013 19:13
بيرام ولد أعبيدي شخص حير الكثيرين وصفه وتصرفاته، فأحيانا تراه شخصا متهورا، سليط اللسان، سريع الغضب، يشعر بالعظمة والتقدير العالي لذاته، وأحيانا يلعب دور المناضل الحقوقي، والمدافع عن المظلومين والمستضعفين.
بيرام الذي لم يستطع أن ينتظم في وظيفة واحدة فانتقل من كاتب للضبط، إلى مدرس متعاقد للغة الفرنسية، ثم ناشط حقوقي وزعيم لحركة تناضل ضد ما يسميه "العبودية" .
دخلت حياة الرجل منعطفا خطيرا عندما ثار على المنظومة الفقهية للمجتمع، وأحرق متن كتبها الراسخة، في سابقة من نوعها في التاريخ المحلي المعاصر.
بيرام الذي حظي اليوم بتأييد دولي كبير بدليل حصوله على جائزة من الأمم المتحدة تقديرا لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان .
بيرام الذي يهاجم العلماء والقضاء، والإعلام والمجتمع وطبعا النظام (السلطة).
هل نحن أمام شخصية "لامنتمية" ترفض التعايش مع الواقع؟
"اللامنتمي" هو ذلك الإنسان الذي يشعر بأن الاضطراب، والفوضوية أكثر عمقاً وتجذرا من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. إنه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً، ويرى أن صحيح العقل ليس حرا.... إنه إنسان يبحث عن الحقيقة، ويرى أن كل ما في الوجود يصادر هذه الحقيقة، أو يطمرها تحت اعتبارات حياتية زائلة: المال، العائلة، النظام، المجتمع. هو إذن صنيعة المجتمع، الذي بني على النظام والترتيب والحسابات المنطقية، عدو للأفراد الذين يتمردون على طبيعته السكونية، الباردة، الرياضية، التي تحسب كل شيء على حساب الانسجام والجمال، وتحقيق الذات. ونتيجة لذلك، يحصل الانفصام بين الفرد والمجتمع، وتحل الغربة حتى بين الفرد وذاته.
رحل الكاتب البريطاني الشهير- صاحب كتاب اللامنتمي- "كولن ويلسون" في الخامس من هذا الشهر دون أن ينال اعترافا به من المؤسسة البريطانية، فهل سيرحل بيرام ولد أعبيدي (بعد عمر مديد إن شاء الله)، دون أن ينتزع هو الآخر اعترافا من المؤسسة الموريتانية؟
عال ولد يعقوب