داكار: وجهة الموريتانيين للحج، والفجور ! (تقرير)
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الجمعة, 27 كانون1/ديسمبر 2013 21:38
الموريتانيون، والسينيغاليون شعبان لا يفصل بينهما سوى بضع كلمترات، هي مسافة دقائق في العبارة، هذا التقارب الجغرفي، إضافة إلى عدم اشتراط "الفيزا" على مواطني البلدين لدخول الآخر جعل سفر الموريتانيين إلى السينيغال كثيرا، ولغايات، وأهداف متعددة، تبدأ من العلاج، مرورا بالدراسة، وليس انتهاء بالتجارة، والسياحة. غير أن أكثر أسفار الموريتانيين إلى السينيغال إثارة للجدل، هما رحلتين، أو موسمين: موسم ديني، أو هكذا يقول منظموه، وزواره،وهو ذلك التجمع السنوي الكبير، الذي يجمع عشرات آلاف التيجانيين من موريتانيين وغيرهم في مدينة "طوبى" 200 كلمتر من داكار، حيث تحولت هذه المدينة إلى محجة لهؤلاء في موسم بات ينافس موسم الحج إلى مكة المكرمة.
أما الموسم الثاني، الذي لا يتحدث عنه أحد هو موسم أعياد الميلاد، فرغم أن الموريتانيين مسلمون جميعهم، إلا أن الاحتفال برأس السنة الميلادية أصبح في السنوات الأخيرة يمارس علنا دون كبير إحراج. وهنا لا يجد الموريتانيون الذين يريدون إحياء هذه المناسبة مكانا أفضل من العاصمة السينيغالية داكار، حيث يقصدونها في مثل هذه الأيام في رحلة، يقول البعض إنها للمجون، وشرب الخمور، والرقص بالملاهي الليلية في داكار، بعيدا عن أعين المواطنين الموريتانيين، الذين أصبحوا يضايقون مثل هذه الممارسات، في معاقلها التقلدية في انواكشوط. ورغم أن السلطات الموريتانية لا تمنح عطلة في أعياد الميلاد، باستثناء يوم رأس السنة، إلا أن هذه السلطات تتغاضى عن هذه الأسفار المشبوهة، والتغيبات الملحوظة للموظفين، والمسؤولين خلال أسبوع أعياد الميلاد. وتطرح هذه القضية إشكالية فقهية، واجتماعية، وأخلاقية.. فبعض الفقهاء لا يحبذون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون ذلك "بدعة" فما بالك بالاحتفال بعيد الميلاد على الطريقة الغربية. أما من الناحية الاجتماعية فتدل هذه الظاهرة على تحول عميق، وانزلاق خطير في قيم المجتمع الموريتاني، الذي عرف بتدينه الشديد، وهو تحول يستدعي من الخبراء الاجتماعيين دراسة أسبابه، ووضع حلول للحد منه. وفي انتظار ذلك تبقى داكار وجهة الموريتانيين المفضلة، كل يجد فيها ما يبحث عنه.