شاطئ الصيادين بانواكشوط.. وفرة في المعروض، وغلاء في الأسعار
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الإثنين, 04 تشرين2/نوفمبر 2013 20:24
ظل المحيط الأطلسي بمثابة البقرة الحلوب لسكان العاصمة انواكشوط، فعلى شواطئه يتنزهون، ومن أعماقه يستخرجون لحما طريا، السمك يعتبر الوجبة المفضلة لأغلب الموريتانيين.
الزائر لميناء الصيادين بانواكشوط يلاحظ مفارقات غريبة تتنافى وأبسط قواعد التجارة، إذ أن كثرة العرض تؤدي عادة إلى خفض الأسعار، لكن ميناء الصياديين بانواكشوط يعج بجميع أصناف الأسماك، ومع ذلك فأسعارها في ارتفاع مستمر، هذا على الشاطئ، فما بالك بأسواق الأسماك.
القاعدة الاقتصادية الأخرى التي لا تصمد هنا بشاطئ الصيادين هي: أن انخفاض تكلفة الإنتاج يؤدي إلى خفض سعر السلعة، غير أن ذلك لاينطبق على الوضع هنا، فاستخراج الأسماك من أعماق البحر لا يتطلب الكثير من العدة، والعتاد، أو الميزانيات الضخمة، ومع ذلك فسعر كيلوغرام السمك، يبدأ من 1300 إلى 2200 هذا بالنسبة للأنواع الأكثر استهلاكا من قبل المواطنين.
أمواج بشرية تجوب أروقة ميناء الصيادين، منها المشتري، ومنها البائع، ومنها المتنزه الذي تستهويه الشواطئ الرملية الذهبية، بينما الوجود الرسمي أكبر غائب، باستثناء بناية مهجورة في ركن قصي كتب على واجهتها "ممثلية وزارة الصيد والاقتصاد البحري"
الحركية، والنشاط الدؤوب يطبعان وتيرة الحياة هنا، مجموعة تصل الرصيف للتو بعد رحلة مخرت خلالها عباب البحر، وقد أتت "بلي جابت الشبكه" بينما مجموعة أخرى تحاول وضع القارب في العمق استعدادا لركوب البحر، وقد يجدون صعوبة كبيرة في ذلك، حسب قوة، وسرعة الأمواج، والرياح، فأحيانا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
وآخرون يعرضون ما تيسر من بضاعة، تتناسب مع الجو هنا، وبعض هذه البضاعة محرم بيعه قانونيا، مثل الأكياس البلاستيكية، التي لا زالت تباع، وتشترى على الشاطئ بكل علنية، ووفرة.
تلك صورة مصغرة مما عليه الحال في ميناء الصيادين التقليدييين بانواكشوط.