سياسة الخيام، وخيام السياسة (تقرير+صور )
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأحد, 10 تشرين2/نوفمبر 2013 13:14
(خاص – الوسط الإخباري) يعتبر كبر اتساع الخيمة، وكبرها ميزة محمودة لدى الموريتانيين، فمن الناحية المادية يعد اتساع الخيمة كناية عن إكرام الضيوف، والترحيب بالوافدين، أما معنويا فيرمز "كبر الخيمه" عن أصالة النسب، وكرم المنبع.
وربما هذه المزية التي تتمتع بها الخيمة في الذاكرة الجمعية للشعب الموريتاني هي ما جعلت الساسة، والأحزاب يتنافسن في كثرة الخيام، المضروبة في الحملات الانتخابية، واتساعها، قبل أن يتنافسوا في البرامج السياسية.
هذه الخيام تتحول في الليل إلى أماكن تعج بالحركية، وتختلط فيها السياسة بالثقافة المحلية، ويفد إليها ربما من الفضوليين، والمتنزهين أكثر مما يأتي بدافع سياسي بحت، لكنها تتحول مع ساعات الصباح الأولى إلى مكان يخيم عليه الهدوء التام، حيث تبقى الأفرشة الفخمة معروضة على جنبات الطرق، وفي الساحات، وأحيانا تحاول الحيوانات سد فراغ غياب المتسامرين.
مدينة كرو بولاية لعصابه، المعروفة بمحافظة سكانها، لم تكن نشازا من مدن البلاد الأخرى التي تسيطر الخيمة على أهم شوارعها، وساحاتها في مشاهد تذكر بمضارب الخيام، وتنقل المشاهد إلى ذلك الزمن الغابر الذي كانت فيه الخيمة تستخدم في كل شيء إلا السياسة.