مرافق مريض يكتب : جناح التوليد بمركز استطباب كيفه : أن تسمع بالمعيدي ....
يعتبر مركز استطباب كيفه من أكبر المراكز الصحية في البلاد ، من حيث المساحة والبنية التحتية، لكن ذلك لم يشفع له في ان تكون خدماته في المستوى المطلوب والمؤمل منه ،خاصة في جناح التوليد الذي ساقتني الأقدار هذا الصباح على أن أكون شاهد عيان لما يحاك فيه من ألاعيب غير مهنية ، ولا أخلاقية يروح المريض ضحيتها .
فعند قدومك لهذا الجناح ، يوافيك نسوة –قيل إنهن قابلات أو ممرضات - غلاظ لا رأفة لا شفقة بهن ، يأمرنك أن تنزل مريضك حتى ولو لم تكن قادرا عليه ، ثم بعد أن تنفذ الأوامر عليك بشراء كل المستلزمات الطبية من إبرة ، وخفاضات ، وحقن ، وقطن ....... إذ لا وجود لهذه الأشياء عند القابلات ، وكل ما يعطى لهن من طرف مرؤوسيهم قليل وناقص -حسب تصريح إحداهن - ينفد قبل وصول المريض الأول .
تنبيك أسارير هؤلاء النسوة ( المولدات أن صح التعبير ) وأحاديثهن وإيماءاتهن عن مؤامرة تحاك في الظلام من أجل استدرار جيوب المرضى ، فالمرأة التي تضع وليدها في هذا الجناح عليها أن تدفع مبلغا ماليا تحت مسمى "التسجيل" هو في الحقيقة غرامة مالية لا وصل عليها ، هي ثمن مضاعف للحفاظات ، وملابسالوليد ......إلخ وبعد الولادة يطالبنك باستجلاب الصابون ومسحوق الغسيل ، وهو ما ينجم عنه تراكم كميات هائلة من مواد التنظيف فالجناح لا يوفر مثل هذه الأشياء للعاملين فيه حسب قولهم ( والفعل أبلغ ) .ويقول عارفون إن الكمية تسوق لشركة النظافة العاملة بالمركز حسب بعض المرضى.
كل هذا يحدث مع المرضى وفيغياب تام للرقابة من طرف رئيس الجناح ، وحتى مدير مركز الاستطباب فمثل هذه التصرفات المتكررة والشاملة والمخجلة لا تحدث عادة إلا في ظل التغاضي التام وعدم المحاسبة من طرف الإداريين ورؤساء الأجنحة .
وقد أكد الكثير ممن إلتقيناهم اليوم من زائري الجناح أن هذه الممارسات المخلة والمشينة ديدن منذ القدم ، وأن تدني الخدمات في الجناح ، ربما يكون مقصودا و يراد منه أن تتوجه الحوامل إلى العيادة الخاصة لرئيس الجناح طلبا لعناية أفضل، وخدمات نوعية.
فأين الروح المهنية من كل هذا ؟ وأين تكمن إنسانية الإنسان لدى هؤلاء ؟ وكيف يقبل أن تهدر حقوق مواطنين لا لشيء سوى أنهم لا يملكون مالا، ليساقوا تحت ضغط المعاناة والألم للعيادات الخاصة ؟