لماذا وقف والي لعصابه يراقب مهرجان الحزب الحاكم من شرفة منزله ؟؟(تحليل)
استغرب البعض ظهور والي لعصابه الشيخ ولد عبد الله من شرفة منزله ليراقب ما فعاليات مهرجان الحزب الحاكم، بعض المواطنين البسطاء يتساءلون مادام الوزراء حضروا لماذا لا يحضر الوالي؟؟ وهو قياس مع الفارق الكبير، فالوزراء أعضاء في الحزب الحاكم، ولديهم مناصب حزبية، إضافة إلى عضويتهم في الحكومة، لذلك فمن حقهم- بل من واجبهم- أن يحضروا مثل هذه المهرجانات الانتخابية، وأن يؤطروها، بعيدا عن صفتهم "الرسمية" كما يحصل في جميع دول العالم.
أما الوالي فهو أعلى ممثل للسلطة التنفيذية في الولاية، وهو يمثل رئيس الجمهورية، لذلك فإن حضوره إلى المنصة يعتبر تدخلا من الإدارة لصالح حزب معين، أما اطلاعه على ما يجري على بعد أمتار قليلة من مكتبه، ومنزله فهذا أمر لا غرابة فيه، فالوالي مطالب بالاطلاع الدقيق على كل ما يجري في حدود ولايته من أحداث مهما كانت، وعندما يتجمع آلاف المواطنين عند باب منزله، فمن باب أولى أن يراقب المشهد بنفسه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالوالي شخص عادي، له كامل الحرية في التحرك، والتنقل، ومشاهدة ما يريد، سواء كانت مباراة كرة قدم، أو فعالية سياسية، أو غيرها، وإذا كان الوالي لا يراقب بنفسه ما يدور بباب منزله، فماذا سيراقب إذا؟!! في الواقع شخصيا استخلصت من تصرف الوالي أنه سلوك غاية في التحضر، والمسؤولية، فعندما يقف الوالي على الحياد، يراقب من بعيد ما يجري، ويصوره بهاتفه، تماما كما يفعل بقية المواطنين، فهذا سلوك أكثر من طبيعي، ثم إن الوالي لو غاب عن الأنظار خلال أضخم تجمع تشهده عاصمة ولايته، لقال البعض، هذا الوالي لا يبالي بشيء، الخلاصة أن تصرف الوالي طبيعي، وحضاري، كما أن تعليقات المواطنين عليه طبيعية هي الأخرى، وحضارية، ما دمنا في جو ديمقراطي يضمن للكل التعبير عن رأيه بكل حرية.