الجيش الموريتاني يتعرض لهجوم غير متوقع.. !
يتعرض الجيش الوطني هذه الأيام لحملة تشويه، وتطاول غير مسبوق، في موسم الافتراء الذي بدأ منذ بعض الوقت، والمفارقة أن الجميع يهاجم الجيش، ويعتبره سبب كل مصائب البلاد، والعباد، لكنه مع ذلك يعول عليه في تخليص البلاد من المأزق الذي تعيشه – حسب هؤلاء- وربما تجسد هذه المفارقة المثل الشعبي الذي عبر به رئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي الأخير حينما وصف الجيش بأنه "لحم الركبه موكول ومذموم" وأخطر ما في هذه الحملة ضد الجيش أن بعض معارضتنا تعتبر الجيش ملكا للرئيس ولد عبد العزيز، وبالتالي لا يمكن أن تذكره بخير حتى لا يـُحسب ذلك ثناء على نظام الرجل، وهذا ما جعل البعض يتجاهل التطور الملحوظ الذي شهده الجيش الوطني منذ وصول ولد عبد العزيز للسلطة، سواء على مستوى العدة، أو العتاد، أوالتدريب والتكوين، والاحترافية، والجاهزية، ومن يريد أن ينكر ذلك هو كمن يريد أن يقنع الشعب بأن أحياء الصفيح "الكزرة" لا تزال موجودة في الحي الساكن، وبوحديده، وعرفات.. أو من يصر على إقناع الشعب الموريتاني بأن موريتانيا ليس لديها مطار بمواصفات دولية، اسمه "مطار أم التونسي الدولي" أو كمن يدعي بأنه لا يزال بإمكان أي شخص أن يحصل على بطاقة تعريف موريتانية بمجرد دفعه لدراهم معدودة.. الخ.. سمعت رئيس حزب "حاتم" – وهو رائد سابق في الجيش- صالح ولد حنن يقول إن الجيش هو ضحية من ضحايا نظام ولد عبد العزيز، في حين يقول بعض زملائه من صقور المنتدى إن ولد عبد العزيز كرس ثروات البلد لصالح "العسكر" فكيف يستقيم هذا التناقض، أن تكون ضحية، ومع ذلك تتحكم في ثروات البلد..؟!! والحقيقة أنه لا هذا، ولا ذاك، فالجيش الوطني ليس ضحية لنظام ولد عبد العزيز، بل تطويره، والعناية به هي أكبر إنجاز حققه هذا الرجل لموريتانيا، والجيش باق للشعب، والوطن، كما أن جيشنا لا يتحكم في ثروات البلد، رغم أن الدول المتقدمة هي التي تضع تلك الثروات في خدمة جيوشها، ونأخذ هنا مصر، والولايات المتحدة فقط كمثال.
لقد برهن الجيش الوطني على أنه يستحق التقدير، والاحترام، وما معاركه ضد الإرهابيين في مالي عنا ببعيد، وما مشاركاته المشرفة في عمليات حفظ السلام في إفريقيا إلا انعكاسا لهذا التحول الجذري، ثم إن الجيش الوطني بات يمتلك من الكوادر البشرية ما يجعله جيشا بمعنى الكلمة، بعد الهيكلة التي حولته إلى ثلاثة جيوش (برية، وبحرية، وجوية) وبعد أن تمت ترقية المئات من ضباطه إلى الرتب التي يستحقونها، في عملية ترتيب داخلي أشاعت جوا من الثقة، والارتياح في صفوف المؤسسة العسكرية.
إنه لمن المـُخزي، والمـُعيب حقا أن نسمع ساستنا في المعارضة يكيلون الشتائم للجيش الوطني، في عملية طعن من الظهر لرجال يسهرون الليالي مرابطين على الحدود، بعيدين عن أزواجهم، وأولادهم، وهمهم الوحيد هو حماية الوطن من كل مكروه، في حين يستمتع من ينتقدون الجيش الوطني بركوب السيارات رباعية الدفع، ويسكنون الفلل، وأكثر شيء يقومون به هو الحديث في أحد فنادق العاصمة، أو مقر من مقرات أحزابهم، وهمهم الوحيد هو منصب سياسي، أو انتخابي، أو مكانة، ونفوذ لدى هذا السفير الأجنبي، أو ذاك، وفي سبيل ذلك فليذهب الجيش، - بل والوطن كله- إلى الجحيم!!!!.
إذا سلمنا جدلا أن ولد عبد العزيز لم ينجز شيئا للجيش الوطني كما يقول هؤلاء، فأين المقترح الوحيد الذي تقدمت به المعارضة من أجل تطوير الجيش، وتحديثه، ونحن نعلم أنهم يضعون الشروط، و"المـُمهدات" ويسهبون في الحديث عن نظرياتهم الميتافيزيقية لتسيير البلد، ولكن لم نلحظ مقترحا واحدا يصب في مصلحة تحسين ظروف الجيش الوطني، بل إن بعضهم ينطلق من فرضية إضعاف الجيش حتى لا يفكر في الاستيلاء على السلطة !!.
إن على سياسيينا أن يـُبعدوا الجيش الوطني عن مهاتراتهم السياسية، وسفسطاتهم التي لا بداية، ولانهاية لها، فالجيش في النهاية هو المؤسسة الوحيدة التي يعول عليها هذا الشعب – بعد الله تبارك وتعالى- في حماية حوزته الترابية، وردع أعدائه المتربصين، وكل مجال يمكن أن يـُسمح للمعارضة بالطعن فيه، والتقليل من شأنه إلا الجيش الوطني، فمهاجمته، وتشويه صورته تعتبر حربا معنوية بغيضة، ودعاية مجانية لأعداء الوطن، تمنحهم قوة معنوية، باعتبار أن جيشنا ليس سوى ضباط لا هم لهم سوى نهب ثروات البلد، والتفكير في السلطة، وهي صورة نمطية خاطئة، يعتبر الترويج لها جريمة مكتملة الأركان.
الأستاذ: سعدبوه ولد الشيخ محمد.