اللجنة العليا للشباب ( نقاش قانوني ) الشيخ المصطف/بيه
بالنسبة لكثير من المشاركين في لقاء الرئيس والشباب "أنتم الأمل" لم يكن الهدف- الرئيسي على الأقل – العشاء في القصر الرئاسي والتقاط صور مع رئيس الجمهورية رغم ما لذلك من أهمية رمزية في نفوس الكثير من الشباب ، بقدر ما كان تتويجا لمرحلة جديدة من الإلتفات إلى فئة هامة ظل الإعتناء بها شعار كل الأنظمة المتعاقبة ، لكن الشعارات سرعان ما تتكشف ويظهر زيفها عند أول اختبار لصدقية إرادة القائمين عليها ، وسرعان ما تختفي وتتجاوز وتبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا. كنت حذرا كشأن كل من يحاول أن يكون منصفا في الإبتعاد عن إصدار أي حكم مسبق بنجاح أو فشل ، وجدوائية أو عبثية هذا اللقاء.
أما وقد بان للجميع أن هناك قناعة بضرورة إشراك فئة الشباب في صنع القرار ، دون أن أتعب نفسي في البحث عن النوايا الباعثة على الموقف هل هو الخوف من تأثير هذا المارد الصاعد ، أو هو الطمع فيما لديه من طاقات وكفاءات وحتى أصوات انتخابية ؟ المهم عندي أن تكون الآذان صاغية وأن يشرك الشباب في صنع مستقبل وطنهم بجنى الأفكار وعرق الجبين ، وأن يستفيد الوطن من خبرات وإمكانيات أبنائه المهمشين والمغربين داخل وطنهم وخارجه . أما وقد استجاب رئيس الدولة لأكبر مطلب شبابي ألا وهو إنشاء " اللجنة العليا للشباب " فإن لدي بعض المقترحات القانونية أثري بها النقاش حول دور هذه اللجنة وطريقة عملها ، والمهام المسندة إليها ، وآليات تحقيق الأهداف المتوخاة من ورائها .
أولا : أهمية اللجنة يعتبر إنشاء اللجنة بداية مرحلة جديدة في التعاطي مع الشباب باعتباره أمل الأمة والضامن لتقدمها وازدهارها والمحافظة على تماسكها ووحدتها وهو بمثابة إعلان لاستقلال الشباب في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بحاضرهم ومستقبلهم ، فبدل أن يكونوا مستهدفين ببعض الأنشطة الموسمية أصبح لهم إطار قانوني وتنظيمي يندمجون فيه وينطلقون في رسم الخطط وتنفيذ المشاريع وإطلاق المبادرات ، ويسهرون من خلاله على تنفيذ الميثاق الذي اتفقوا عليه من خلال الورشات والتوصيات المنبثقة عنها . وينبغي التنبيه إلى أن اللجنة العليا تقع علي عاتقها مسؤولية احتضان الشباب وتصنيفهم إلي قطاعات حسب التخصص للإستفادة من عطائهم الفكري والثقافي والعلمي والتقني ... ........ وتسعي إلي أن توصل مطالبهم إلي الجهات المختصة وتسهر على أن يتم تنفيذها واعتمادها بشكل فعلي ومتابعتها في جميع المراحل .
ثانيا : تشكيل اللجنة يجب أن تكون اللجنة تابعة لرئاسة الجمهورية ، وأن تتألف من رئيس معين من طرف رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات غير قابلة للتجديد ، وأمين عام ، وعشرة أعضاء من مختلف التخصصات . ويجب أن تمنح من الوسائل والصلاحيات ما يمكنها من النهوض بالشباب بشكل فعال كما أنه ينبغي أن تحرص اللجنة بعد تعيينها علي أن تكون لها ممثليات في الداخل والخارج .
ثالثا : مبادئ اللجنة:
1_ يجب علي اللجنة أن تتبني مبدأ التشاور وإشراك جميع الفاعلين والإيجابيين من شباب الوطن 2_ أن تبتعد عن التجاذبات السياسية وأن تحتضن جميع الشباب بغض النظر عن انتماءاتهم وقنعاتهم السياسية 3_ أن تجعل المصلحة العليا للبلد فوق كل اعتبار وأن تبتعد عن المكاسب الشخصية والتسابق إلى المناصب 4_أن تحافظ على اللحمة الوطنية وأن تحمي المقدسات الدينية وفي الختام أوصي بأن تكون أول خطوة هي تشكيل لجنة من الشباب - والشباب فقط - تشرف علي صياغة النصوص القانونية المنشئة والمنظمة لعمل وسير اللجنة العليا للشباب ، وأرجو أن تكون هذه المسودة نواة لنقاش جاد من أجل الوصول إلي الصواب والله الموفق .
الشيخ المصطف/بيه حاصل على شهادة الماستر في قانون الأعمال رئيس كتابة الضبط بالنيابة العامة لدى المحكمة العليا