بين المقاطعة والمشاركة..حفظ الله موريتانيا / عال ولد يعقوب
يقف أكثرمن مليون ناخبا في موريتانيا اليوم أمام حالة من التجاذب السياسي بين مختلف التيارات السياسية التي انقسمت على نفسها إلى طرفي نقيض، بين مشاركة واسعة ومقاطعة قوية لتجديد الثقة في الرئيس المرشح محمد ولد عبد العزيز، أو انتخاب رئيس جديد هو التاسع في عمر الدولة الموريتانية.
ومع انطلاق الحملة الدعائية نصبت الملصقات الإعلانية واللافتات في الشوارع من أجل حث الناس على المشاركة بكثافة، وتعالت الأصوات وتداخلت أبواق الحملات التي تصدح بأناشيد المرشحين الجديد منها والتليد على جنبات الطريق في خيام أكسيت صور للمتنافسين في السباق الرئاسي الذي بدا باهتا في نظر البعض، ومفتقدا لنكهة التنافس في ظلانعدام تكافؤ الفرص بين المرشحين لهذا السباق، الذي يتأكد يوم بعد يوم حسمه من البداية لصالح الرئيس المنتهية مأموريته محمد ولد عبد العزيز.
و إذا كانت سبعة عشر حزبا من أحزاب المعارضة و بعض الشخصيات الوازنة قد نأت بنفسها عن هذه الانتخابات ترشيحا وتصويتا وانتخابا فإنها مع ذلك ستشارك حسبما أعلنت من خلال تفعيل مقاطعتها بالدعوة إلى العزوف عن التصويت وتقليل نسبة المشاركة لنزع الشرعية عن هذه الانتخابات التي تأتي في آجالها الدستورية رغم الاحتقان السياسي الحاصل.
ومع أن منطق الصراع يفرض على كل فريق أن يشحذ أسلحته و يذهب إلى أبعد حد ممكن في لعب أوراقه كاملة، إلا أن سياسة نكران الواقع والهروب إلى الإمام لا تخدم مستقبل الديمقراطية في هذا البلد الذي تتهدده الكثير من الأخطار، ليس اقلها أهمية إمكانية الانزلاق في متاهات هذا الصراعات الدموية التي أفضت في بعض الأقطار العربية إلى فوضى عارمة و تشتت غير مسبوق.
و بغض النظر عن الحجج و البراهين التي يقدمها كل طرف لإثبات صحة منطقه، فإن خط المواجهة بين الأطراف السياسية ينبغي أن يظل محكوما بضوابط السلمية ومبادئ الديمقراطية و الحوار بعيدا عن أفكار "العسكرتاريه" والعنف التي تهدد السلم الاجتماعي و أمن البلاد.
حفظ الله موريتانيا وجنبها مخاطر الصراع والفتن ما ظهر منها وما بطن.