ما لا يعرفه الجميع عن الوزير الأول الجديد يحي ولد حدمين(صور+ معلومات)
فور إعلان تكليف رئيس الجمهورية للوزير الأول الجديد يحي ولد حدمين تسابقت المواقع في نشر سيرته الذاتية، الدراسية، والمهنية... وبما أن تلك المعلومات الشخصية معروفة لدى الجميع، أو على الأقل متاحة للكل، فإنني آثرت أن أنشر بعض المعلومات، والمحطات التي لا يعرفه الجميع عن الوزير الأول يحي ولد حدمين.
بدأت العلاقة الفعلية بين يحي ولد حدمين ورئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بعيد الإطاحة بسيد محمد ولد الشيخ عبد الله، فحينها بدأ ولد عبد العزيز بالبحث عن أفضل الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات لبناء موريتانيا جديدة كما يراها، وهنا وقع اختياره على يحي ولد حدمين، الذي لم تتلطخ يديه بالفساد، ولم يكن موظفا في السلك العمومي قبل ذلك، كما أنه مهندس "تكنوقراطي" غير مرتبط باعتبارات السياسة.
هذه المميزات جعلت ولد عبد العزيز يعقد أول اجتماع جمعه بولد حدمين، وحينها كان هناك شرط واحد، ووحيد قدمه يحي ولد حدمين لولد عبد العزيز وهو أن لا يتم بيع شركة الصناعة والمناجم (اسنيم) لمستثمرين من الهند، كما قرر ذلك ولد الشيخ عبد الله سابقا، ولد حدمين خاطب ولد عبد العزيز قائلا: "لقد أنفقنا أزيد من ثلاثين سنة في خدمة هذه الشركة، وضحينا بجهدنا، ووقتنا، وصحتنا حتى تصل (اسنيم) لما وصلت إليه،وتصبح عماد الاقتصاد الوطني، ومن غير المقبول أبدا أن نفرط فيها".
تفاجأ ولد عبد العزيز بهذا الطلب من ولد حدمين، الذي لم يطلب الحصول على امتيازات شخصية، وصادف هذا الكلام هوى في نفس ولد عبد العزيز، وتعهد لولد حدمين قائلا : " اطمئن... "اسنيم" لن يتم بيعها أبدا إلا على جثثنا" لتبدأ بعد هذا اللقاء العلاقة الفعلية بين الرجلين، بعد أن صادفت إرادة الإصلاح والبناء لدى ولد عبد العزيز، الكفاءة، والخبرة، والمهنية لدى ولد حدمين.
قرر ولد عبد العزيز تكليف يحي ولد حدمين بقطاع التجهيز والنقل، الذي يعقد عليه آماله في تغيير موريتانيا، من البر، والجو، والبحر، فلم يجد أفضل من ولد حدمين لتكليفه بإدارة القطاع الأهم في المأمورية الأولى لولد عبد العزيز، وبالفعل لم يخيب ولد حدمين ظن ولد عبد العزيز، ومضى يشق الطرق، ويشيد المطارات، ويبني الموانئ، وبذلك شق ولد حدمين طريقه بثبات نحو ثقة متزايدة لدى ولد عبد العزيز، الذي زاد إعجابه بولد حدمين كون الأخير يعمل بجد دون كلل أو ملل، ويؤثر الصمت على الضجيج، والأهم من كل ذلك ليس لديه نهم نحو المال العام، فهو الوزير الوحيد الذي يعتبر بعض مدراء المؤسسات التابعة له أكثر ثراء منه، وإنفاقا.
قدم ولد عبد العزيز مخططا مفصلا لولد حدمين يتضمن شبكة الطرق التي أنجزت في انواكشوط بعد ذلك، وطلب منه أن يبدأ بالأحياء الشعبية، وخاطب ولد عبد العزيز ولد حدمين قائلا: "تلك الأحياء الشعبية الفقيرة يشتري سكانها برميل الماء ب1000 أوقية أحيانا بسبب صعوبة الوصول إليها، ونحن نريد أن نبدأ بها، لنفك عنها العزلة، ونسهل حياة الفقراء فيها" وفعلا بدأ تنفيذ المخطط من حي "الدار البيضاء" الشعبي بمقاطعة الميناء.
أما على المسار السياسي فقد ظل ولد حدمين رجل المهمات الصعبة، وأبان عن حنكة سياسية فاجأت الكثيرين، خصوصا أن الرجل "تكنوقراطي" لا عهد له بالسياسة.
قرر ولد عبد العزيز تكليف يحي ولد حدمين بإدارة حملته الرئاسية في ولاية كيدي ماغا سنة 2009 وأدار ولد حدمين بجدارة تلك الحملة، ليحقق ولد عبد العزيز فوزا ساحقا في هذه الولاية، وهو ما جعل ولد عبد العزيز يعيد تكليف ولد حدمين بإدارة حملته الرئاسية في 2014 قبل أشهر، وقد خاض ولد حدمين الحملة الأخيرة بأسلوب انفرد به عن مدراء الحملة الآخرين، حيث تجول في جميع بلديات، وقرى كيدي ماغا، مواصلا الليل بالنهار، في حملة قرية قرية، واكصر اكصر، بعكس زملائه الذين فضل أغلبهم الجلوس في فنادق عواصم الولايات، والاستمتاع بالسهرات الانتخابية، وموائد زعماء القبائل.
وبالفعل جاءت ولاية كيدي ماغا في طليعة الولايات من حيث نسبة المشاركة في التصويت، وكذلك عدد المصوتين لولد عبد العزيز، كما كانت محطة سيلبابي في جولة ولد عبد العزيزخلال الحملة الأخيرة أكثر المحطات نجاحا، من حيث المهرجان، ومن حيث التوافق العام.
وفي اليوم الموالي لتنصيبه رسميا لمأمورية ثانية كان ولد عبد العزيز في ميناء الصداقة في انواكشوط يدشن صرحا اقتصاديا، استغرق إنجازه خمس سنوات، وكلف نحو 87 مليار أوقية، إنها توسعة ميناء انواكشوط، التي ستنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني، وكان واضحا لكل من حضر التدشين أن يحي ولد حدمين أنجز الكثير فعلا لموريتانيا، ولم يكسب لنفسه المال، رغم أن قطاعه يعج بالمشاريع الضخمة، لكن الرجل كسب ثقة مستحقة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز جعلته يكلفه بتشكيل الحكومة في بداية المأمورية الثانية، وهو اليوم مطالب بإعادة النجاح الذي حققه في قطاع التجهيزوالنقل في جميع القطاعات الأخرى، وتبدو المؤشرات كلها في مصلحة ولد حدمين لإكمال مشوار التميز.
سعدبوه ولد الشيخ محمد