الوزير الأول ولد حدمين و تحديات المأمورية الجديدة... /عال ولد يعقوب
أمام كل تكليف جديد لرئيس حكومة تبرز تحديات بعضها يتعلق بضرورة تجديد الطرق المتبعة في التنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية ، المهمة الرئيسية لرئيس الحكومة (الوزير الأول)، وبعضها الآخر يتعلق بمدى القدرة على متابعة المشاريع الكبرى و الحيوية للدولة دون الكشف عن أخطاء الزملاء و عثراتهم، خاصة ما يتعلق غالبا بالصفقات الممنوحة لبعض المقربين من الوزير الأول المستقيل و سماسرته الكبار.
وإذا كان الوزير الأول الجديد ولد حدمين بحكم الحقيبة الوزارية التي كان يتولاها ،و الخبرة الكبيرة التي راكمها في إدارة المؤسسات و المشاريع الحيوية ، لن يجد صعوبة في المسك بزمام الأمور و تسيير الأعمال، إلأ أن الأمر لا يخلو من وجهة نظرنا المتواضعة من بعض المصاعب والتعقيدات التي تستوجب منا إماطة اللثام عنها بشكل مختصر في هذه المقالة المقتضبة:
أولا: إشكالية العلاقة مع المعارضة
لا يقتصر دور الوزير الأول على وضع التصورات المستقبلية لسياسات الدولة في جميع القطاعات ، و الإشراف على تنفيذ هذه السياسات و إدارة المشاريع الكبرى بالتنسيق مع الوزراء، بل يدخل ضمن اختصاصاته أيضا إدارة ملف الحوار المتعثر مع المعارضة و هو ملف شائك ويتطلب الكثير من الحنكة السياسية و الخبرة في اتخاذ زمام المبادرة،و سيشكل هذا الملف ابرز التحديات أمام الوزير الأول الجديد.
ثانيا : تجديد الطبقة السياسية
يرتكز فهم الكثير من شباب الأغلبية اليوم على تصور يبدو من الناحية المنطقية صعب التطبيق، وهو الفهم الذي يجعل من تجديد الطبقة السياسية محصورا في ضخ دماء شابة في شرايين جسم الإدارة الموريتانية المترهلة، و قد يبدو تعيين ولد حدمين وزيرا أول بمثابة رسالة واضحة إلى شباب الأغلبية و خاصة أولائك الذين كان لهم أمل في رسم ملامح شابة للمرحلة الجديدة في ظل مأمورية قال الرئيس أن الشباب و النساء سيحظون فيها بالأولوية.
ثالثا: تطبيق المادة 6 من الدستور
تعالت خلال الفترة الأخيرة أصوات كثيرة بعضها مدني، و بعضها الآخر عسكري تطالب بتطبيق المادة 6 من الدستور الموريتاني وجعل اللغة العربية لغة الإدارة، و يعتقد البعض أن القرار الأخير الذي اتخذه الجنرال غزواني القائد العام للقوات المسلحة بمثابة توجه جديد لسياسة تعريب شاملة ، كانت منتديات التعليم قد أوصت بها، لكن تطبيق قرار كهذا يتطلب الكثير من الجرأة و القدرة على الوقوف في وجه ردود الفعل المحتملة و التي من أقلها خطورة المظاهرات الطلابية المتوقعة في الجامعة.
استكمال المشاريع الخدماتية :
من الصعب أن يخسر من يراهن على حصان محظوظ، و لو افترضنا جدلا أن ولد عبد العزيز وضع كل رهاناته على ولد حدمين بسبب طول نفسه و مجاراته لحملات المعارضة المقاطعة خلال الاستحقاقات الرئاسية،إلا تميز ولد حدمين يبرز أكثر في قدرته على استكمال المشاريع الكبرى و خاصة في مجال الطرق و المطارات و الأشغال العمومية ، و لا أحد ينكر أن إنجازات ولد حدمين في مجال الخدمات هي التي شفعت له و جعلته عزيز حكومة ولد عبد العزيز، و هو بهذا التعيين اليوم أصبح أكثر تمكنا من ذي قبل من تعزيز هذه الإنجازات و إبراز قدراته و إبداعاته في مجال تخصصه كمهندس و خبير في إدارة المشاريع.
لكن التحدي الأبرز بالنسبة لولد حدمين في اعتقادي هو تحقيق ما عجز عنه أسلافه في مجال التعليم و الصحة و حقوق الإنسان، فهل سينجح في رفع هذه التحديات بشكل يجعله رجل المهمات ليست فقط الصعبة و إنما المستحيلة أيضا.
ذ