لهذه الأسباب يتعرض الوزير الأول للاستهداف من جديد..
عادت منابر إعلامية مصنفة فيما سماه البعض ب " الصحافة الحمراء" عادت لتركز هجومها على الحكومة الموريتانية، ورئيسها المهندس يحي ولد حدمين، ويلاحظ أن هذه الموجة الجديدة من الهجوم على الحكومة، ورئيسها جاءت بعد بيان منسوب لأطر الحوض الغربي استنكروا فيه ما ينشره أحد المواقع الإلكترونية على لسان ساكنة الحوض الغربي، دون أن يخوله أحد ذلك، ودون أن تكون لتلك المعلومات المنشورة أية مصداقية.
وتأتي معاودة منابر الإسلاميين لفتح النار على الحكومة، ورئيسها تحديدا بعد فترة هدوء حذر، أعقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولا يعرف بالتحديد سبب عودة تلك المنابر الإعلامية للهجوم على الحكومة، وشخص رئيسها، لكن يلاحظ المراقب أن هذا الهجوم اتسم بالملاحظات التالية، والتي لا تخلو من دلالة.
أولا: التجريح، والطعن في شخص الوزير الأول، وأحيانا وصفه بأنه غريب على المجتمع الموريتاني، ويعيش عزلة داخله، ولا يعرفه أحد، ولا يعرف هو أحدا، وسبب ذلك كله – بنظر هؤلاء- هو مجرد أن الوزير الأول كان قد درس في كندا، بعد تفوقه في مسابقة الباكالوريا، وحصوله على المرتبة الأولى سنة 1974 ليكمل دراسته في كندا، بتفوق كبير، يشهد له به زملاؤه، واعتبر ذلك فخرا لموريتانيا التي لم تكن حينها تملك العديد من الأطر المؤهلة، بشكل جيد، وكأن الدراسة والتفوق في الخارج بات لعنة تطارد أصحابها – بنظر هؤلاء-.
والمفارقة أن تلك المنابر التي تهاجم الوزير الأول ولد حدمين تقر بأن الرجل كان متفوقا، وناجحا في مشواره الدراسي، ومشواره المهني الوظيفي، منذ تقلده منصب رئيس مصلحة في شركة اسنيم إلى تعيينه وزيرا للتجهيز والنقل.
ثانيا: اتباع أسلوب وزير إعلام هيتلر في قلب الحقائق، والكذب، ثم الكذب، طمعا في أن يصدق أحد في النهاية، ولعل أبرز ما يجسد هذا الأسلوب هو قول تلك المنابر أن الوزارة الأولى تشهد حالة من الشلل، وتوقف العمل، وأن الوزير الأول يحي ولد حدمين لا يستقبل البرلمانيين، والأطر!!
وبخصوص النقطة الأولى يلاحظ الجميع أن الوزارة الأولى تحولت مؤخرا إلى خلية نحل، تعج بالحيوية، والنشاط، ما جعل الوزير الأول ولد حدمين يداوم في مكتبه حتى الساعة التاسعة ليلا أحيانا، وقد لوحظ انسيابية في العمل، وتعاط جاد مع مختلف الملفات المطروحة، والأهم من كل ذلك بات لقاء الوزير الأول مسألة متاحة بكل سهولة للمواطن البسيط الذي لا يمتلك أي وساطة، ومن هنا يتضح كذب النقطة الثانية، فمعلوم أن الوزير الأول الحالي يحي ولد حدمين هو أول وزير أول يفتح مكتبه، ومنزله بهذه الطريقة للقاء المواطنين، والاستماع لمشاكلهم، وبحث حلولها معهم، ويقول الزائرون لولد حدمين في منزله إن كثرة زواره من المواطنين جعلته يفتتح منزلا آخر خاصا باستقبال المواطنين على مدار الساعة، وهو ممتلئ بعشرات المواطنين القادمين من مختلف أنحاء الوطن، ومن كل القبائل، والفئات، والشرائح، فمنهم الزنجي، والعربي، ومن بينهم البرلماني، ورجل الأعمال، والفاعلون السياسيون، والشباب العاطلون عن العمل، والشيوخ، والنساء، وحتى المعوقون... كلهم وجدوا في هذا المنزل فرصة نادرة للقاء الوزير الأول ولد حدمين، الذي يحرص – رغم مشاغله- على تخصيص وقت يستقبل فيه هؤلاء بعد انتهاء دوامه في المكتب.
والملاحظ أن كل من يدخل هذا المنزل يخرج راضيا عن لقائه بالزير الأول، وهناك ملاحظة أخرى وهي أن بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة، أو المنافسة سياسيا لولد حدمين شوهدت وهي تدخل، وتخرج من منزل الوزير الأول، ما يعني أن الرجل استطاع استقطاب أطياف واسعة من الفاعلين السياسيين، فضلا عن حصوله على الإشادة من بسطاء المواطنين، الذين لم يعتادوا رؤية الوزير الأول إلا في التلفزيون، وفجأة بات لقاؤه في منتهى البساطة.
وسواء كانت تلك تعليمات لولد حدمين من رئيس الجمهورية بالتقرب من المواطنين، أو كانت سياسة ابتدعها يحي ولد حدمين فإن المؤكد أنها جلبت للرجل احترام، وتقدير الجميع، وجعلت الجميع يلاحظ باستغراب: كيف أن ولد حدمين بات لقاؤه أسهل، واتصاله بالمواطنين أكثر بعد تعيينه وزيرا أول، بعد أن كان الكل يفترض العكس !.
هذا ونقل البعض عن الوزير الأول يحي ولد حدمين تقديره، واحترامه لسلفه د/ مولاي ولد محمد لغظف، وأكدت أوساط مقربة من الرجلين أن العلاقة بينهما ممتازة، وأن محاولات البعض توتير تلك العلاقة هي محاولة فاشلة، وساذجة، فولد حدمين، وولد محمد لغظف يحظيان بثقة متبادلة، تماما كما يحظى الرجلان بثقة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
وقد تكون هذه الثقة المزدوجة هي السبب في جعل بعض المنابر الإعلامية تستهدف ولد حدمين من جديد.
بقلم: محفوظ ولد سيد لمين