لن أتبرع للمنتخب الوطني!!/ محمد الامين ولد الفاظل
لا جديد في موريتانيا..
في العام 1983 خرج الموريتانيون عن بكرة أبيهم ليتبرعوا لقصر الشعب..
وفي العام 2003 خرجوا عن بكرة أبيهم ليتبرعوا في حملات الكتاب..
وهاهم في العام 2013 يخرجون عن بكرة أبيهم ليتبرعوا للمنتخب الوطني..
في العام 1983 لم يتبرع الموريتانيون للوطن، ولم ينفقوا أموالهم في سبيل الله، وإنما أنفقوها في سبيل السلطان، وكذلك فعلوا في العام 2003، وكذلك يفعلون الآن، وربما يعيدون مثل ذلك في العام 2023، والعام2033، والعام 2043.
لا جديد في موريتانيا..
في العام 2003 انشغل الموريتانيون في مطالعة كتب الطبخ والخياطة، أما اليوم فقد انشغلوا بالرياضة وبكرة القدم.
شخصيا لن أتبرع للمنتخب الوطني، ولا بأوقية واحدة، لن أتبرع إطلاقا للمنتخب الوطني في هذه الأيام، ورجاء فلا تصفوني بالخيانة، ولا تزايدوا على وطنيتي..
لقد كتبتُ عن المنتخب الوطني من قبل تبرعاتكم هذه، وعودوا إذا شئتم لمقال "شكرا لليعقوبيين"، أو مقال "ألف شكر للمرابطين".
لن أتبرع الآن للمنتخب الوطني، لن أتبرع إطلاقا، وذلك لجملة من الأسباب، لعل من أهمها:
1 ـ إن هذا الرئيس الذي طلب مني اليوم أن أتبرع للمنتخب الوطني هو نفسه الذي تبرع بمئات الملايين من أموال الشعب الموريتاني على أحزاب سياسية لأنها شاركت في انتخابات 23 من نوفمبر. فلماذا أنفق الرئيس مئات الملايين على أحزاب سياسية يعلم الجميع بأن الإنفاق على حملاتها ليس من مهام الحكومة، وذلك في الوقت الذي تحجب فيه الحكومة المال عن المنتخب الوطني، وهي الملزمة بالإنفاق عليه؟
2 ـ لن أتبرع للمنتخب الوطني، وذلك لأن الرئيس نفسه كان قد قال بأن في خزائن البنك المركزي ما يزيد على 300 مليار أوقية من العملات الصعبة، فلماذا لم يخصصوا للمنتخب الوطني مليارين أو ثلاثة من الثلاثمائة مليار أوقية الموجودة في خزائن البنك المركزي؟
3 ـ لن أتبرع للمنتخب الوطني، وذلك لأني اعلم يقينا بأن الحملة الحالية، ليست في سبيل الله، ولا في سبيل الوطن، ولا في سبيل المنتخب الوطني،فلو كانت هذه الحملة في سبيل الله أو في سبيل الوطن، لما غاب أصحابها يوم غرقت العاصمة، ويوم شردت مئات الأسر الفقيرة. فلماذا يا أيها المتبرعون بخلتم بأموالكم يوم غرقت العاصمة، وأخرجتموها اليوم؟ ولماذا بخلتم بأموالكم ولم تتصدقوا بقليل منها في شهر الإنفاق عندما كان التلفزيون يعرض في كل يوم حالة من الحالات الإنسانية الصعبة التي كان يقدمها برنامج "ويؤثرون على أنفسهم". فلماذا غبتم عن التلفزة في شهر رمضان؟ ولماذا تزاحمتم عليها اليوم، يسابق بعضكم بعضا، ويزاحم بعضكم بعضا؟ لا تقولوا لي من فضلكم بأن حب الوطن أو عشق الرياضة هو الذي أخرجكم اليوم من بيوتكم، لا تقولوا لي ذلك، فأنا أعلم بأن الذي أخرجكم اليوم فرادى وجماعات هو الذي أخرجكم في العام 2003 وفي العام 1983، إنه التزلف للسلاطين، ليس إلا.
4 ـ لن أتبرع للمنتخب الوطني لأني لست على يقين بأن ما أتبرع به من مال سيصل لهذا المنتخب المسكين.
5 ـ لن أتبرع للمنتخب الوطني، وذلك لعلمي بأن الحكومة لم تقدم لهذا الفريق ما يستحق، ولو أنها فعلت ذلك، واستنفدت كل ما لديها، لكان من واجبي حينها أن أتبرع، ولكن ولأنها لم تفعل، فإني لن أتبرع.
فقولوا ما شئتم فإني لن أتبرع..
ولتصفوني بما شئتم فإني لن أتبرع..
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل