PROLPRAF من حقه أن يغضب!!/ غالي ولد الصغير
في كلّ حين نلاحظ مشروعا ينطلق في ربوع وطننا الحبيب؛ ويحظى بأبواق صاخبة تروجه ؛ ووعود جميلة بين الفقراء تكبره؛ حتى يخيّل إلى السامع أنّ هذا المشروع سوف يورق العود؛ ويهلك الجوع؛ بقروضه الميسّرة ؛ ويده العاملة؛ التي يلجأ إليها من مكان المشروع؛ وفي لمح البصر وقبل أن تنتهي جذوة الفرح بين البسطاء من هذيان أحلام اليقظة؛ تنتشر بينهم حقيقة هذا المشروع أو ذاك؛ كانتشار النار في الهشيم؛فهو يستورد العمالة الأجنبية؛ ويتخندق بهالة صنعها لنفسه؛ من وجهاء وسماسرة وحتى سياسيين من داخل هذه الولاية أوخارجها؛ويصير ما كان من أماني في نفوس هؤلاء البسطاء سراب بقيعة؛ أو أضغاث أحلام.
قد لا نحتاج إلى كثير عناء؛ لنقنع القارئ ؛ فهذا مما وقر في القلب ؛ وسارت به الركبان ؛ وسوف نكتفي فقط بالتساؤل عن أحد هذه المشاريع؛ التي صارت في خبر كان؛فالصرف الصحي الذي أنجز في عدة ولايات؛ أين هو؟؛وأين أثره الآن؟؛ فمهما بحثت عنه أو فتشت؛فلن تجد له رسما؛ولا طللا تبكي عليه.
ومن هذه المشاريع التي أثارت لغطا؛ وضجيجا في الإعلام؛ مشروع (برنامج مكافحة الفقر في الوسط الريفي عن طريق دعم الشعب) ؛ حيث تأفف رأسه في ولاية لعصابه من نبش ما زعم انجازه؛ والرأس كثير ألأوجاع ؛ وتضايق من ارتفاع أصوات ساخطة في هذه الولاية ضده من طرق تسييره.
رأس هذا المشروع قد يكون عنده من الحجج والبراهين الساطعة في الورق ما يقيه من أيّ دنس؛ فجرت المشيئة أنّ أترابه في هذا الوطن؛ لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة إلا برروها؛ فهم يقحمون معهم المقاولين والوجهاء والجهة الإدارية الوصية عليه ؛ وحتى العمال الوهميين والتجار الخيالين؛ وفي الأخير يأخذون تزكية المفتشين مقابل رشوة؛ لكن صلصال الواقع و قفره سوف يبقيان يصرخان بعدهم بريبة.
هناك قناعة راسخة لدى الرأي العام ؛أنّ رئيسنا ووزراءنا وبطانتهما ؛ هم وحدهم من يستحقّون النقد ؛ وإن شئت الشتم والقذف؛وغيرهم لا يسألون عما يفعلون.
هذه القناعة الفاسدة جزء كبير منها على عاتق الإعلام ؛فمن النادر أو المستحيل أن تجد لإعلامنا تقريرا ولو قصيرا يسلّط الضوء على طريقة عمل هذا المشروع أو تلك المؤسسة.
هذه القناعة هي وحدها التي تفسر لك شطط البعض وغضبه ؛من إنارة الرأي العام بخبايا هوسه في طرق الاحتيال؛ ومجاملته للوجهاء؛ على حساب المال العام.
هذه القناعة الفاسدة هي التي تفسر لك حمية PROLPRAFفي لعصابه ؛فطفق يزجّ بسمعته في أروقة العدالة.
والسبب حسب ظنّي ؛ أنّه يشعر بالإهانة من توجيه رقابة الإعلام المحلّي إليه؛ لأنّه ليس رئيس دولة ولا وزيرها؛ وبهذا المنطق يحقّ له أن يغضب .
فكشف بشكواه إفلاسا اخلاقيا وفشلا إداريا يعشعش في أقلامنا ورؤساء مصالحنا.
لكن أحسن حيل هذه المشاريع أنّهم ينهبون بصمت ؛ ويفسدون بهدوء؛ وينسلّون خفية؛ويتوارون عن الأنظار إلى ما لا نهاية؛ فتهدأ نفوس البسطاء ؛ وتتناسى رؤوسهم ما وقع في نفوسهم.
أما عربدة المحاكم فتلك بدعة أخترعها اليوم PROLPRAFليزيد من قبح أعمالهم