" شَـين السعد"..
فيه شيء يغيظ يحرك أذناب أدوات بقايا نطف الأجنبي, لاشك أن الكلاب تعوي عندما تتحرك القافلة, وعندما نتوقف عند المقاومة والشهداء لنستظل نستضيء لنحتفي, تخرج لنا الحشرات والقوارض من كل جحر في محاولة بائسة للنيل منهم من ميراثهم. ولكن خابوا وانتكسوا, ستسد عليكم جحوركم تنفون من الأرض, ستتطهر ستكون لأبنائهالا لغيرهم, بفعل تراكم الوعي المعرفة ستحررهم تمكنهم من أرضهم كنوزهم .
تفرض علينا تقاليدنا عقيدتنا الإمساك عن الميت, ولكن الميت يسأل عما فعل وأقترف, المختار ولد داداه رجل من أهل موريتانيا, لا ننكره سيوضع على موازين, وكل تاريخه ومنجزاته وهفواته وأخطائه وخطاياه سوف يقيمها شعب ذاكرته من حديد, يتصنع النسيان كي يعيش كي يتفادى الاصطدام, لقد خبر الدروب سبل النجاة, مرن وصلب في آن واحد وهنا تكمن قوته عبقريته, هو اليوم يزداد وعيا ومقدرة على الحكم على الأشياء الأفراد المجموعات, بحفظ المسافات التجرد من العواطف.الزمن كفيل بفتح الملفات أرشيف الأجنبي فرويدكم ما الذي يقلقكم يرعبكم؟
زمن الترجمانية والهجناء إلى زوال واندثار. موريتانيا لم تنبعث من العدم لم تخلق صدفة ,موريتانيا التاريخ بعظمته, الانتماء في عليائه ونقائه, موريتانيا إنسان مبدع ومجال خصب, وتاريخ يفقأ عيون الأعداء يعجزون عن ملامسة سوره قراءة مفرداته.
إن تركة رجلك المخ طار كانت ثقيلة, الأجيال التي تربت في حزبه الأوحد ترفع تزرع صوره توزعها مع مقدم كل رئيس من غرب إفريقيا وما أكثر ترددهم على عميدهم خائبون.
المدارس التعليمية على قلتها كيف كانت مخرجاتها لغتها؟ عسكره ومعسكراته وسفاراته وزرائه؟ إن البناء الذي تفاخرون به مشوها وآيل للسقوط لم يبنى على تقوى, لم ينبعث من تاريخ رحم أديم هذا الشعب الأرض.
سؤال ماري تاريز داداه ما هي مجالات هيئتكم هل تدعمون تعريب الإدارة مثلا نشر المخطوطات؟ هل هي هيئة عائليه للنفخ في تاريخ الرجل وحقبته وتضخيمه وإبرازه على غير ما عليه زملاؤه من رؤساء غرب إفريقيا الذين سلم لهم المستعمر واجهة الأوطان وقد أعرس كل منهم على فرنسية شقراء؟! .
هل لديكم تسجيل للمختار يتحدث فيه بالعربية أو اللهجة المحكية؟
من أين لك هذه القراءة لمقاومتنا وهل كان هذا رأي زوجك فيها "المرأة على دين زوجها"؟
ومن أين لك الجرأة على الخوض في شأن يخصنا دون غيرنا؟ أنت غريبة وستظلين كذلك لا أرى انحيازك غيرتك على شيء يخصنا ينتمي إلينا!
خلال كل هذا العمر المديد وأنت في السلطة ولا زلت قريبة منها من خلال زرعك ونبتك وتبعيتك الكثيرة هل أقمت مثلا هيئة خيرية لمساعدة ضحايا الجفاف في عهد زوجك الميمون وشيبته المباركه؟ حيث نكب الشعب وغزت الخيام مركزكم الإداري المتواضع نواكشوط, لقد تم إذلال الشعب وتجويعه واحتقاره, يصطف في طوابير على الماء ,على حبة قمح أو شعير, على حبة دواء, لقد أردتم تقليم أظافر رجال الصحراء, قتل المروءة الغيرة فيهم, لقد وجدتم أمامكم شعبا تقيا نقيا تشيع فيه الأخلاق والقيم شوهتم كل ذلك, تجاهلتم تاريخه, علمائه, مقاومته, أردتم كائنا مهجنا بلا انتماء, بلا هوية بلا تاريخ, بلا لغة تخاطبونه بلغة الأجنبي المستعمر, مع أن الأجنبي كان يحدثه من خلال ترجمان, لكن الذي حصل الترجمان تقمص شخص المستعمر ولم يعين لنا ترجمانا يحدثنا بلغتنا!
تبا لكم ولأشياعكم من بعدكم . هل فكرتم في رعاية أبناء شهداء حرب الصحراء التي تنضاف إلى عبقريتكم ومنجزاتكم؟ هل كانت الحرب حبا في توسيع الخارطة أم إفراغها من العرب البيضان؟ الحدود كانت مشرعه في عهدكم وتوابعكم من بعدكم, اللغم العرقي الذي كان سينفجر في السنغال ومالي أخذه داداه إلينا زرعه فينا ,عبارته "المواطنون المؤقتون" ابتدعها لم يسبقه أحد إليها ولم يتبعه! هم اليوم دائمون يتكاثرون بشكل انشطاري!
لماذا أنت في موريتانيا لابد أن لك دور وحضور ما هو ؟ هل لمجرد برك بزوجك أبنائك أرحامك ؟ كيف تترجمين ذلك الحب لذكرى زوجك؟ رعاية فكره مشروعه, بان والله المقاومة ستفضحكم تلاحقكم!
هذا جزاء الأرض التي غذتك واحتضنتك سيدة أولى وأم للأمة ! بدل أن تكوني الآن في ملجأ للمسنين أو في بيت رطب صحبة قطيع من القطط والكلاب تقومين على رعايتهم؟
لقد كان من شين سعد ذلك المرابط أن أتى بماري تريز إلى أهله ووطنه, وهي التي لم تلبس الملحفه ولم يطلق عليها لقب الحاجه مريم أو المحسنه مريم. لم تكوني فينا مثل الأم تريزا وإلا كان أبرك والله؟
وأخير قليلا من التواضع على من تبيعون هذا الكلام؟ إن الوقائع التاريخ المعاش الماثل أمامنا, تدل على تواضع الفكرة المنجز منذ عهد التأسيس.
الموريتاني بطبعه متسامح يضفي الكثير من الاحترام الولاية التقديس ,على الأموات ,وللعمر فينا رتبة تحفظ وتصان, ولكن في الجانب الآخر هناك الحقائق العامرة التي تمكث في الأرض ولا تحتاج لهيئة مثل هيئتك ورسمك وشكلك يا مدام ماري.
قبل الختام كيف كان نضالك موقفك من العبودية أيام حكمك حزبك الغربيين مغرمين بهذا الملف هل كنتم منهم ؟
المصطفى ولد أحمد سالم الشريف
مدير:مركز الموروس للدراسات والبحوث