" أم التونسي".. أجمـل هـدية للشعب (صور)
شيئا، فشيئا تتسرب الصور الأولى لمطار أم التونسي الدولي، لتتأكد الحقيقة الهامة، وهي أن هناك إنجاز ضخم، وهام حصلت عليه موريتانيا، بغض النظر عن التفاصيل، اليوم، وضمن الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني زار رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، رفقة وزيره الأول يحي ولد حدمين هذا المطار، زيارة جعلت ولد عبد العزيز يخرج باستنتاجين هامين، الأول أن المطار بات بالفعل في مراحل متقدمة، ودخوله حيز الخدمة مسألة شهور، ليس إلا، وقد حطت طائرة ولد عبد العزيز في " أم التونسي" اليوم، أما الملاحظة الثانية فهي أن الرئيس ستزداد ثقته بوزيره الأول، الذي يرجع إليه الفضل بشكل كبير في هذا الإنجاز العملاق، فولد حدمين واكب وضع حجر الأساس لهذا المطار، بل واكب الفكرة، عندما كانت في طور الجنينية، ولا شك أن الوزير الأول (وزير التجهيز والنقل سابقا) هو أدرى الأشخاص بتفاصيل هذا المطار، ويرى بعض المراقبين أن " أم التونسي" قبل أن يـُحلق بالشعب الموريتاني، كان قد حلق بالمهندس يحي ولد حدمين إلى أعلى مراتب ثقة الشعب، والرئيس.
ذلك لأن مشاريع من هذا النوع، وبهذا الحجم غالبا ما تنتهي بصفقات مشبوهة، وثراء فاحش للمسؤولين عنها، وفي النهاية يتمخض الجبل فيلد فـأرا، لكن ما حصل هو العكس، فولد حدمين أدار مشروع المطار بمهنية عالية، لم يبحث عن عملات، ولا صفقات تحت الطاولة، وظل يراقب بدقة تفاصيل الأشغال، حتى تم تعيينه على رأس الحكومة، ليراقبها من موقع آخر.
بعض معارضي النظام الحالي زارو "أم التونسي" فتفاجؤوا من ضخامته، وجماله، فأطلقوا تصريحات فاجأت المراقبين، أشادوا فيها بهذا الإنجاز الوطني الهام، وكأن الحق ما شهد به المعارضون، وبغض النظر عن نجاح الحوار السياسي أو فشله، وما إن كان الرئيس عزيز سيغادر السلطة أم سيبقى فيها بعد انتهاء مأموريته، بغض النظر عن كل ذلك، فإن الشعب الموريتاني حصل على مطار دولي بمواصفات حديثة، وهذا وحده يرجح ميزان حسنات ولد عبد العزيز، فما ضره ما فعل بعد أم التونسي - يقول البعض- خصوصا وأن المطار تم إنجازه بخبرات شركة وطنية، وتم تقديمه للشعب الموريتاني، كأجمل هدية بمناسبة احتفالاته بالذكرى 55 لعيد الاستقلال الوطني.