قمة الأمل.. موريتانيا أقدمت حين أحجم الآخرون/ الشيخ سيدي محمد ولد ازوين
صحيح أن الأمل هو بصيص الشعور النفسي المتفائل الذي يخامر شخصا أو مجتمعا ما في تحقيق بعض الأهداف والمرامي التي يصبو إليها.
فقد كانت قمة نواكشوط حلما ربما لا يكون ممتعا إذا ما استحضرنا مآلات ومخرجات القمم العربية السابقة.
ولأن الظرف استثنائي والعمل كذلك فمن المتوقع أن تعكس تلك الاستثنائية وابلا من ردود الفعل على مختلف الأصعدة.
فظهرت الشعارات وسال الحبر قدحا في التنظيم أحيانا وتخوفا من النتائج أحايين أخرى.
وكأن الأمر جديد وغير مسبوق.
فمنذ انعقاد أول قمة لجامعة الدول العربية والشعوب العربية المكلومة تجدد أحلامها وآمالها مع كل دورة لتلك القمة وبغض النظر عن المستضيف في كثير من الأحيان، ولكنه وبعد تكرارا القمم وثنائية "القرارات وعدم التطبيق"صار التطلع للقمة والحديث عنها يخرج من قوالب سياسية واستيراتيجية مظهرا تلك الأحلاف الإقليمية والتضامنية الصارخة.
وبما أن بلادنا العربية قبلت استضافة القمة في وقت حرج أحجم فيه الكثيرون وقت إقدامهم وتولى فيه آخرون يوم الزحف، فالشعوب العربية ممزقة والأراضي مسلوبة والصهاينة يقطفون الأزهار اليانعة في أرض العرب.
ولكن ذلك لا يعد عامل توحد ولا مثارا للحرص على الاهتمام، فإظهار القلق البانكيموني يكفي سادتي القادة الغائبون.
عذرا سادتي نحن لا نليق بمقامكم "العالي"فنحن ربوع علم وحضارة صدرناها لمختلف الشعوب بينما حبستموها حتى تعفنت ولم تعودوا قادرين على اصطحابها.
لا نليق بكم لأننا من حافظ على مجد الدولة الإسلامية الأنلسية حين ضيعتموها.
لا نليق بكم لأننا نقري الضيف دونما سؤاله عن وجهته وانتمائه بينما نصبتم محاكم و لجانا لاعتراض القادمين واستنطاقهم.
لا نليق بكم لأننا حولنا بيداء خوال إلى منابع علم وثقافة وأدب،بينما صيرتم صالات وأبراجا ملاهي للهرج والمرج.
لا نليق بكم لأننا لم نتعود الانجراف وراء التموقعات المفتعلة.
شكرا لكم لأنكم أطلقتم دخانا ليجعل صبح أمل الشعوب العربية شاحبا.
أتلوموننا لأننا نجحنا لا تلوموانا فالنجاح صهوتنا وراحلتنا التي لم نترجل عنها يوما.
دعونا نغوص قليلا في أعماق ذاكرة الدبلوماسية لنتذكر ذلك الدور الريادي الذي قامت به موريتانيا الدولة الصغيرة النائية حين عقدت اجتماع الأمم المتحدة في القارة السمراء بعيدا عن أمريكا، ولنتذكر أيضا ذلك الموقف الصامد مع القضية العربية الأم (فلسطين) حين جعلنا الدول الإفريقية تقطع علاقاتها مع التجمع اليهودي البغيض في أرضها أيام رئاسة بلادنا الأولى للإتحاد الإفريقي، ولكن حدث ذلك ربما في لحظة سبات عربي مطبق.
شكرا للذين حضروا قمة الأمل فقد تبوؤوا من العز هامه وحجزوا مواقعهم في المجد حين لم يجد غيرهم مكانا له هناك.
حييت يا بلادي فقد نجحت وكسبت الرهان بتشديدك على القضايا العربية المحورية وإن كانت غير جديدة.
حييت لأنك تمسكت باللغة العربية الأم مما أضفى أجمل مسحة على البيان الختامي.
حييت لأنك لم تكوني من الأوطان الخجولة.
حييت لأن قمتك خالية من الملاسنات وتبادل الاتهامات.
أنت فخرنا ومنار عزنا.
حييت حييت حييت.
مجدك العلم والجهالة عيب@فاستقيمي على دروب المعالي.