إلى رئيس الجمهورية:لا تطووا الخيمة العربية قبل أن تستضيف الحوار الوطني/ عالي ولد يعقوب
لم يعد من عذر مقبول بعد النجاح الباهر الذي حققته الحكومة الموريتانية في استضافة، و تنظيم القمة العربية، في ظرف قياسي، أن تتأخر " قمة الحوار الوطني"، فرغم انقضاء المهلة التي أعطاها الرئيس في خطابه في النعمة، إلا أن الحكومة كانت مضغوطة بتحضيرات قمة عربية في ظروف " استثنائية " - على حد تعبير الأمين العام لها-.
أما وقد انقضت جلسة القمة ،و استلم رئيس الجمهورية رئاسة الجامعة العربية وودع الأخوة و الأشقاء ،فإنه مطالب - أكثر من أي وقت مضى- بترتيب البيت الداخلي، بشكل يسمح له أن يخصص جزءا من وقته لترتيب البيت العربي الكبير، الذي شهد خلال العشرية الأولى من هذا القرن "أحداثا مأساوية أصبحت في مقدمة التحديات التي تواجه هذه الأمة، مثل انعدام الشفافية، و تراجع حالة الأمن الغذائي، و تنامي الحرمان ، و ما سببه ذلك من زيادة معدل الفقر، و الجوع و ناقصي التغذية، و تراجع التنمية البشرية، و لا سيما في المجتمعات العربية الأقل نموا"، إضافة إلى مخاطر الإرهاب و الحروب، و هي ملفات شائكة، على من ينظر فيها و يعمل على تحريكها أن يقف على أرضية صلبة، و مدعمة بتوافق سياسي وطني، و تصالح مع الذات.
اعتقد بأنه لا ينبغي أن تنطوي الخيمة العربية في قصر المؤتمرات، قبل أن تستضيف "قمة مصغرة للحوار الوطني" يجمع الطيف السياسي الموريتاني، لاحتضان نقاش جاد و وطني، بعيدا عن المزايدات، و تبادل الاتهامات، و التضخيم الإعلامي، للخروج بمشروع واضح، و مقبول لمستقبل العملية السياسية في موريتانيا، و إنضاج تجربتها الديمقراطية، حينها فقط يكون ولد عبد العزيز قد أثبت قدرته و عبقريته، على رفع التحديات الداخلية، و يكون مقنعا عندما يغامر لنيل شرف ترميم تصدعات البيت العربي الكبير، وتضميد جراحه.
حفظ الله الرئيس ولد عبد العزيز، و ألهمه نفاذ البصيرة لما فيه صالح الأمة.
آمين.
عالي ولد يعقوب