شركة النقل العمومي في انواكشوط.. ملاذ الفقرء (صور)
في عاصمة يبلغ سكانها نحو المليون نسمة، ويتزايدون باستمرار، بفعل الهجرة من الداخل، وفي عاصمة تحتضن جميع منشآت الدولة المهمة، من مستشفيات، وجامعات، ومعاهد، ومراكز تسوق...الخ، تصبح الحاجة إلى وسائل نقل تمكن المواطنين من أداء مهامهم اليومية ملحة، ومع تزايد شكاوي سكان انواكشوط من مشكلة التنقل، وصعوبة تذاكر التنقل داخل العاصمة قررت السلطات العليا في البلد إنشاء شركة عمومية للنقل الحضري، وزودتها بأسطول من الحافلات الحديثة.
وأصبحت شركة النقل هذه ملاذ الفقراء من سكان انواكشوط، الذين باتوا يذهبون إلى عملهم، ويعودون بمصاريف أقل مرتين من تذاكر التنقل في سيارات الأجرة، حيث لا تتجاوز تذكرة الحافلة 50 أوقية، حيث بإمكان المواطن صاحب الدخل المحدود أن يذهب لعمله ويعود بمبلغ 100 أوقية يوميا، أي أنه لن ينفق أكثر من 3000 أوقية للشهر، على افتراض أنه يذهب للعمل كل يوم.
بينما إذا استقل سيارات الأجرة سينفق يوميا مبلغ 400 أوقية ذهابا، وإيابا، أي أنه سيخسر 12000 أوقية كل شهر للتنقل وحده، وبين مبلغ 3000 و 12000 فرق كبير بالنسبة للفقراء من سكان العاصمة، الذين شاهدناهم يتسابقون لهذه الحافلات عند ملتقى طرق "كلينيك" حيث يجلس كل مواطن على مقعد مريح وحده، وبسعر رمزي.
خلال سنة تنقل هذه الشركة ملايين المواطنين، في الذهاب، والإياب، ويطالب المواطنون بزيادة أسطول شركة النقل لتتمكن من الاستجابة للطلب المتزايد عليها، وهو ما استجابت له السلطات، وقررت اقتناء حافلات جديدة، وحديثة، دخلت الخدمة قبل أشهر.
ويرى المتابعون لقطاع النقل أنه شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة، وإنجازات غير مسبوقة، سواء في مجال النقل الجوي، أو البري، وتبقى شركة النقل الحضري أمل الفقراء من سكان انواكشوط، الذين يتكدسون في الصباح، والمساء على جنبات الطرق في انتظار هذه الحافلات، التي يسمونها شعبيا "حافلات عزيز" لكونها وجدت النور في فترة حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز.