تعيين منت الكتاب على "المفوضية" مكافأة لها، أم إهانة لسلفها ؟!
شكل تعيين نجوى منت الكتاب على رأس مفوضية الأمن الغذائي، شكل "إهانة" للوزير ولد محمد راره أكثر من كونه "مكافأة" لهذه المراهقة سياسيا، وإداريا، تماما كما حصل مع تعيين والي تيرس الزمور الأسبق الشاب عبد الرحمن ولد خطري مكان العقيد ولد بايه، على خلفية أحداث ازويرات، ويلجأ رئيس الجمهورية عادة لهذا الأسلوب ليقول للمسؤول المـُقال إن أي شخص مهما كان يمكن أن يملأ فراغه، ويحل حله، ويقوم بدوره، فمفوضية الأمن الغذائي، أو سلة غذاء البلد، مؤسسة بحجم وزارة، ولديها ممثليات في جميع مقاطعات البلد، وهي الذراع الضاربة للدولة للتدخل في حالات الكوارث، والطوارئ، وتحتاج إدارتها لخبرة، وتجربة، ودراية بالبلد، وهي مقومات لا تتمتع بها هذه السيدة على الأقل بحكم عمرها، الذي لا يسمح لها بذلك، فهي من مواليد 1988 حسب سيرتها المنشورة على موقع الوكالة الموريتانية للأنباء، وأقرانها لا يزالون على مقاعد الدراسة الجامعية، وقد تكون بذلك أصغر شخص يتولى منصبا برتبة وزير في تاريخ الدولة الموريتانية.
وتحاول الفتاة اليافعة وضع رجل في السياسة، وأخرى في الإدارة، حيث تحرص على لعب دور في شباب النظام، ولو كان هذا الدور محل جدل، واستفهام من قبل البعض، وتبدو بذلك مشغولة عن دهاليز المفوضية، وقد تتيه في مخازن المفوضية الضخمة، والمظلمة، وهي تدير طاقما بالمئات من موظفي هذه المؤسسة، من أصحاب التجربة الطويلة، والخبرة العالية، ولم يتخيلوا يوما أن تديرهم فتاة كان تعيينها مفوضة مساعدة مفاجأة من العيار الثقيل، حتى بالنسبة لها هي.