فضيحة: مدير الجمارك يبتز رجال الأعمال للمساهمة في مهرجانه السياسي (صور+معلومات)
في سابقة من نوعها في الحياة السياسية في موريتانيا، قرر المدير العام للجمارك الفريق الداه ولد المامي استغلال صلاحياته، واستخدام موارد الدولة لصالح التعبئة للتصويت بنعم في الاستفتاء الشعبي المرتقب على تعديل الدستور، وقد أبلغ مدير الجمارك رجال الأعمال بأن مصالحهم مهددة إذا لم ينخرطوا بقوة في التعبئة للمهرجان الذي نظمه مساء اليوم السبت بدار الشباب في انواكشوط، وقد فهم رجال الأعمال هذا الترغيب، والترهيب، وشاركوا بفعالية في الحشد للمهرجان، وهو ما يفسر دعوة رجل الأعمال سيدي محمد ولد سييدي أنصاره للمشاركة في مهرجان ولد المامي، وهي الدعوة التي أطلقها ولد سييدي شخصيا خلال استضافته لأطر الحوض الغربي بفندقه مساء الخميس الماضي، كما شارك العديد من رجال الأعمال في مهرجان مدير الجمارك، رغم أنهم لا ينحدرون من ولاية الحوض الغربي التي نـُظم المهرجان باسمها، ومن هؤلاء اشريف ولد عبد الله، وغيره.
كما تولى قطاع الجمارك الإشراف على مهرجان السبت بدار الشباب من البداية، حتى النهاية، وكان الموردون، وأفراد الجمارك، ورجال الأعمال أبرز الحاضرين، في حين تم طبع اللافتات باسم "رابطة متقاعدي الجمارك" والمفارقة أن كلمة المتقاعدين ألقاها مدير الاتصال بالإدارة العامة للجمارك، وهو غير متقاعد، ولا يزال يمارس عمله، في حين كان الفريق ولد المامي يتابع أدق التفاصيل أولا بأول.
وقد انعكس هذا الأسلوب في حجم الحضور لمهرجان الجمارك،حيث كان الحضور كبيرا بالمقارنة مع مهرجانات الولايات الأخرى، وفسر البعض ذلك بأن مهرجان الجمارك شارك فيه جميع منتسبي هذا القطاع، والمتعاملين معه على المستوى الوطني، وهي أول مرة تشارك فيها الأجهزة الأمنية (قيادة، ومنتسبين) في الحراك السياسي العني بهذه الطريقة.
كما كان لافتا الحضور الكبير للموردين و أصحاب شركات "الترانزيت" من غير المحيط القبلي أو حتى الجهوي لأصحاب المبادرة " أوفياء للوطن".
و حسب بعض المراقبين فإن ولد المامي يفتح صفحة جديدة مع الموردين، ربما تعيد قطاع الجمارك إلى سابق عهدها عندما كانت الدولة تخسر مئات المليارات من الأوقية لصالح مافيا التهريب ولوائح التنفيذ، خاصة المتعلقة بالإعفاءات، و بسبب انتشار الفساد والمحسوبية ، والتغطية على عمليات التهريب والتحايل، عن طريق منح الإكراميات وتقديم الرشى.