موريتانيا:حالة من الغموض السياسي، والنظام يطبخ خـُططه على نار هادئة (تقرير)
تسود حالة من عدم اليقين السياسي أوساط النخب السياسية في موريتانيا(معارضة، وموالاة) فالجميع لا يعرف ما الذي سيحدث بعد أسبوع، أو شهر، أو شهرين، فرغم أن النظام، وأغلبيته اتخذوا كافة الإجراءات السياسية، والقانونية الممهدة لإجراء الاستفتاء، وحدد مجلس الوزراء تاريخه باليوم، إلا أن البعض لا يزال يسأل: هل سيتم تنظيم الاستفتاء فعلا منتصف يوليو المقبل..؟ ويرى المراقبون أن سياسة الغموض هذه قد تكون جزء من استيراتيجية مـُحكمة يتبعها النظام لتمرير مخرجات الحوار، وتنفيذ الخطط التي يرسمها النظام لمستقبل موريتانيا، تلك الخطط التي يبدو أنه يتم إعدادها على نار هادئة.
ويعزز اعتقاد البعض بصعوبة تنظيم الاستفتاء في موعده المعلن عدة معطيات، من بينها أن الحزب الحاكم، والحكومة لم يدخلا فعلا في حملة الترويج لهذا الاستفتاء، وما تم تنظيمه من مبادرات –حتى الآن- تم تحت أطر جهوية، أو قبلية، وإن تبناها الحزب الحاكم في بعض الأحيان، ويواصل الحزب تكرار أنه يدرس أفضل السبل لإنجاح الاستفتاء، ويؤجل إطلاق حملة التحسيس، تأجيلا بعد تأجيل، كما أن الحكومة لم تتحرك فعليا حتى الآن في هذا الاتجاه، والأكيد أنها بانتظار تعليمات من رئيس الجمهورية.
أقل من ثلاثة أشهر تفصلنا عن موعد الاستفتاء، وإذا انتزعنا مدة شهر رمضان المبارك، -والذي هو فترة اعتكاف سياسي في موريتانيا، حيث يتفرغ الجميع للعبادة- فإن المدة التي تفصلنا عن الاستفتاء تتقلص إلى 45 يوما فقط، وهي فترة بالكاد تكفي لإقناع الشعب بالمشاركة في الاستفتاء، والتصويت ب"نعم" خاصة في ظل المقاطعة التي تنادي بها أطراف فاعلة في المعارضة، والتي يبدو أنها بدأت متقدمة بخطوة على داعمي التعديلات الدستورية، وتبقى الأيام القليلة القادمة كفيلة بإزاحة هذا اللبس أقله لجهة تنظيم الاستفتاء، وتحديد أجله.