الوزير الأول.. وعقلية المهندس
منذ تكليفه من قبل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بتشكيل الحكومة، وإدارة دفة الجهاز التنفيذي في البلد، أحدث المهندس يحي ولد حدمين ثورة حقيقية في أساليب التعامل مع الشأن العام، وطرق تسيير، وتنسيق العمل الحكومي، ولعل من أبرز ما جلبه ولد حدمين للعرف الإداري – برأي البعض- هو عدم اهتمامه بالجانب الشخصي، وتركيزه بدل ذلك على الصورة الأعم، وهو ما جعله يعتني بتحقيق الإنجازات، بدل صناعة الفقاعات، فالرجل لا يهتم بتلميع صورته عبر الطرق المعتادة لدى البعض، ربما لأن البساطة، والقرب من الناس، والتواصل مع الجميع هي سمات طبعت مشوار المهندس القادم من أعرق شركة وطنية بعد أن تدرج فيها باستحقاق، واقتدار.
المقربون من الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين يؤكدون أن الرجل يقول دائما في مجالسه العامة، والخاصة إنه لا يريد من أحد أن يمتدحه بابتذال، أو يصنع حوله هالة، بل يقول دائما إن الإشادة المستحقة يجب أن تكون برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، صاحب المشروع، ومخطط البرنامج العام، ونحن منفذون لتوجيهاته، وتعليماته، ولسنا في سباق مع أحد في معركة للعلاقات العامة، حتى نضيع وقتنا في معارك جانبية لا تقدم ولا تؤخر، ويخبرك العاملون مع ولد حدمين أن امتداحك له لا يزيدك قربا منه، وتهجمك عليه لا يسلبك حقا، فالرجل يدافع عن مشروع، وعن قائده الذي كلفه بتسيير العمل الحكومي، لكن مشكلة البعض أنهم كانوا يرغبون من الرئيس ولد عبد العزيز أن يأخذ رأيهم قبل أن يحدد من سيقود عمل الحكومة خلال المأمورية الثانية، لكن تناسوا أن ولد عبد العزيز لا يستأنس برأي غيره عندما يقرر قرارات حاسمة تهم مستقبل البلد، فحين يعزم يتوكل على الله، وقد أثبتت سنتان من تسيير العمل الحكومي صواب اختيار ولد عبد العزيز تكليف ولد حدمين بهذا التكليف، وليس التشريف، ويوما بعد يوم يثبت الرجل أنه بالفعل يسير الأمور بعقلية المهندس، يـُعمل العقل، ويترك التنظير للآخير، ينجز الفعل تاركا الكلام لغيره، ويهتم ببناء الصورة الأكبر، متجاوزا تفاصيل صغيرة، هي في نظر البعض كل شيء.
ولعل هذه النظرة القاصرة، والتركيز على البعد الشخصي هي ما حدا بالبعض إلى إبراز نسبة التصويت في الاستفتاء في هذه المدينة أو تلك، محاولا استنتاج خلاصات لا تستقيم لجهة تقييم الأداء السياسي للوزير الأول، وتناسى هؤلاء أن ولد حدمين مشغول بإنجاح الاستفتاء على المستوى الوطني، ويرى أن تلك مسؤولية الحكومة، ولا فرق بالنسبة للوزير الأول بين مقاطعة و مقاطعة، أو ولاية و ولاية، بل ولا فرق لديه بين مكتب تصويت ولا آخر، فالوطن برمته داخل في صميم اهتمامه، وإبراز مدينة بذاتها، ومحاولة إعطائها خصوصية معينة هو تماما مثل الاهتمام بالجانب الشخصي، وتلميع الصورة، وامتداح الذات، وهي مصطلحات لم تجد طريقها يوما لتفكير ولد حدمين.
وإذا كان للوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين أن يحصل على شهادة تزكية، وحسن سيرة وسلوك فيطلبها لدى من كلفه بالمهمة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وقد منحه تلك الشهادة بخطاباته المتكررة خلال حملة الاستفتاء، مؤكدا أن هذه الحكومة هي حكومة بناء، وإنجاز وعمل، وليست حكومة كلام، وشعارات.
سعدبوه ولد الشيخ محمد.